أبرز تقرير نشرته صحيفة “ديلي فنلاند” صباح اليوم الأهمية الجيو-إستراتيجية المتزايدة التي يحتلها المغرب كمركز اقتصادي إقليمي يربط بين إفريقيا وأوروبا، في ظل التحولات العميقة التي يعرفها السياق الدولي.

وجاء التقرير في سياق تغطية أشغال اللقاء الاقتصادي رفيع المستوى الذي نظمته سفارة المملكة المغربية بهلسنكي، بشراكة مع فاعلين اقتصاديين فنلنديين، تحت شعار “التعاون الاقتصادي المغربي الفنلندي: آفاق وفرص”.

وشكل هذا الحدث محطة مهمة لاستعراض الإمكانات الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها المملكة، وكذا الإصلاحات الهيكلية التي أرستها القيادة المغربية خلال العقود الأخيرة لجعل المغرب وجهة اقتصادية واعدة على الصعيدين القاري والدولي.

وفي كلمته أمام الحضور استعرض السفير المغربي لدى فنلندا وإستونيا، محمد أشقالو، دينامية الاقتصاد المغربي، مشيراً إلى أنه “شهد تحولاً عميقاً في بنيته خلال 25 سنة الماضية، بفضل رؤية متبصرة يقودها جلالة الملك محمد السادس”.

وأكد السفير أن “المغرب بات اليوم يتبنى نموذجاً تنموياً مرناً وشاملاً يركز على التوازن بين الجاذبية الاستثمارية والعدالة الاجتماعية، ما مكنه من امتصاص الصدمات الجيوسياسية وتحقيق توازن اقتصادي ينعكس على حضوره الإقليمي والدولي”؛ كما أبرز دور البلد كبوابة للقارة الإفريقية، مستشهداً بالبنيات التحتية المتطورة، وشبكات الربط المتقدمة، والاتفاقيات التجارية التي تخول له موقعاً فريداً في الساحة الدولية.

من جهته شدد السفير الفنلندي المكلف بمنطقة الساحل وغرب إفريقيا، بيتري سالو، على الأهمية المتنامية للمغرب بالنسبة لفنلندا، ليس فقط كشريك اقتصادي، بل كفاعل إستراتيجي في استقرار المنطقة.

وأكد سالو أن المغرب يمثل حلقة وصل حيوية بين أوروبا وإفريقيا، خصوصاً في ضوء تنظيمه المرتقب كأس العالم 2030، الذي سيسلط الضوء أكثر على دوره المحوري في حوض المتوسط، وأضاف أن التبادل التجاري بين البلدين مرشح للارتفاع، وأن هناك اهتماماً فنلندياً متزايداً بالاستثمار في قطاعات التكنولوجيا الخضراء والتعليم والطاقة المتجددة داخل المغرب، مبرزاً أن تعزيز العلاقات بين الرباط وهلسنكي يستند إلى رؤية مشتركة قوامها التنمية المستدامة، والتعاون جنوب-شمال المبني على الاحترام المتبادل.