ليه صافي الأصول الأجنبية للبنك المركزي بينخفض؟ وهل ده معناه إن أزمة نقص الدولار راجعة تاني؟ يعني إيه أصلاً أصول أجنبية؟ وليه الناس بتتابع الرقم ده كأنه مؤشر لصحة الاقتصاد؟ .. خلينا نفهم الحكاية ببساطة.

في آخر بيانات صادرة من البنك المركزي.. صافي الأصول الأجنبية سجل في نهاية إبريل 2025 حوالي 11.9 مليار دولار .. يعني ما يعادل 605 مليار جنيه تقريباً.

الرقم ده أقل من اللي كان في مارس اللي فات.. وقتها كان 12.5 مليار دولار تقريباً .. يعني 632.8 مليار جنيه.. ده تاني شهر على التوالي يسجل فيه المؤشر ده تراجع بسيط بعد ما كان عامل قفزات قوية من بداية 2024.

بس خلينا نسأل السؤال الأهم.. يعني إيه أصلاً صافي الأصول الأجنبية؟

باختصار.. ده الفرق بين اللي البنك المركزي بيملكه من عملات أجنبية وبين اللي عليه التزامات بالعملة الصعبة.. يعني لو البنك معاه دولار أكتر من اللي عليه.. يبقى فيه فائض.. ولو عليه أكتر من اللي معاه.. يبقى فيه عجز.

الأصول الأجنبية بتشمل حاجات زي: الاحتياطي النقدي.. الودائع بالعملات الأجنبية.. الأصول الخارجية التانية اللي البنك المركزي بيحتفظ بيها.

وده واحد من أهم مؤشرات الثقة في الاقتصاد.. لأنه بيعكس قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها الدولية.. زي تسديد الديون أو تمويل الاستيراد.

اللي حصل في الشهور اللي فاتت إن البنك المركزي قدر يحول المؤشر ده من العجز للفائض لأول مرة من مارس 2022.. وده كان بفضل قرارات زي التعويم.. وزيادات في التحويلات من الخارج.. وكمان صفقات استثمارية ضخمة دخلت السوق.

لكن دلوقتي بنشوف تراجع بسيط.. هل ده خطر؟
لأ مش بالضرورة.. لأن الرقم لسه في النطاق الإيجابي.. ولسه عندنا فائض مش عجز.. لكن اللي لازم نتابعه هو استمرار الاتجاه ده.. لو التراجع كمل ممكن يضغط على سوق العملة تاني.

ولازم نفتكر إن المؤشر ده بيتأثر بعوامل كتير.. زي خروج الأموال الساخنة.. أو التزامات سداد ديون.. أو تغير أسعار الفائدة عالمياً.. يعني الأصول الأجنبية بتطلع لما يدخل فلوس من الخارج.. وبتنزل لما يبقى فيه التزامات أكتر أو خروج رؤوس أموال.. وعلشان نحافظ على الاتجاه الإيجابي.. محتاجين سياسات ثابتة.. وشفافية.. وتحسين بيئة الاستثمار.