بعد عقود من الجدل والشكوك، خرجت أسرة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ عن صمتها الطويل، لتكشف ولأول مرة عن دليل مادي يضع حدًا نهائيًا لإحدى أكثر الشائعات التي لاحقت النجم الراحل: شائعة زواجه من إحدى الشخصيات التي ادعت وجود علاقة رسمية بينهما بعد وفاته بـ17 عامًا.
وفي بيان رسمي حمل لهجة وجدانية حاسمة، قالت الأسرة: "مرّ على رحيلك يا حليم قرابة نصف قرن، وما زال الناس يتساءلون: هل الشائعة عن زواجك حقيقية؟ لقد كنت أعظم من غنى للحب، ربما لأنك كنت الأكثر حرمانًا منه، من أول حب الأم الذي حُرمت منه يوم ولادتك، وحتى حرمانك من حب الزوجة والأبناء."
وأضاف البيان: "كثيرة هي الإشاعات التي طالتك في حياتك، من ادعاء التمثيل والمرض إلى التشكيك في نزيفك على المسرح، ثم جاءت رحلة علاجك الأخيرة التي رافقتها شائعة أخرى بأنك لم تكن مريضًا بل تتنزه في العواصم، قبل أن تعود إلى مصر في تابوت وتخرس كل الألسنة. أما شائعة الزواج، فقد استمرت بلا دليل، ورُوّجت من بعض من كانوا محسوبين على دائرة أصدقائك."
وأكد أحد أفراد الأسرة، الذي تولى متابعة التفاصيل والتحقق من الحقائق، أن العائلة لم تكن يومًا منجرفة خلف "التريند"، ولم تتاجر باسم حليم أو بأكاذيب، بل التزمت الصمت احترامًا لتاريخه ومحبيه، وحرصًا على مصداقية اسم العائلة.

لكن اللافت في البيان، أن الأسرة أعلنت العثور على رسالة بخط يد السيدة التي أشيع زواجها من العندليب، ضمن مقتنيات محفوظة في غرفة مخصصة لتراثه الفني والشخصي، كانت تحتفظ بها جدته لأمه. وبعد التدقيق والمقارنة بخط يدها المعروف، تأكدت الأسرة من صحة الوثيقة، وقررت الإفصاح عنها أخيرًا احترامًا للحقائق، ولإغلاق هذا الملف إلى الأبد.
الحب الذي لم يكتمل
اعترفت الأسرة، دون مواربة، بأن علاقة عاطفية كانت قد بدأت بين عبد الحليم وهذه السيدة، لكنها لم تكتمل، وقرر العندليب إنهاءها في بدايتها، بسبب حالته الصحية وخوفه من ظلم زوجة وأبناء قد لا يحتملون معاناته، لتتحول العلاقة بعد ذلك إلى صداقة وزمالة عمل محترمة.
نص الرسالة: حب وعذاب ودموع
وقد أرفقت العائلة نص الرسالة، التي جاءت مكتوبة بخط يد السيدة المزعومة، وفيها تقول:
"حبيبي حليم، حاولت أن أنام وأنا أقنع نفسي أنك ستتصل بي... أنني أبكي وأنا نائمة، أبكي ليلًا نهارًا، ولا أحب أن ترى دموعي لأنني أحبك ولا أريدك أن تكرهني... حليم، أنا أتعس مخلوقة على وجه الأرض."
وختمت الأسرة بيانها برسالة وجدانية مؤثرة:
"الآن، وبعد 31 عامًا من الصمت، نضع الحقيقة بين أيديكم، لجمهور حليم وجمهور السيدة الفاضلة التي لم تدّعِ يومًا أنها تزوجت عبد الحليم. رحم الله حليم، ورحمها، ورحم أمواتنا جميعًا."
0 تعليق