وسط آمال بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، انطلقت مفاوضات دبلوماسية في مدينة إسطنبول التركية، وهي المحادثات المباشرة الأولى من نوعها منذ اندلاع شرارة الحرب مطلع عام 2022، حيث التقت الوفود الروسية والأوكرانية لبحث وقف الحرب، بمشاركة تركية وأمريكية.
ومن غير المتوقع أن تنتهي المحادثات بين موسكو وكييف إلى حلول في ظل دعوات موسكو لكييف بالتخلّي عن مزيد من الأراضي، بحسب ما كشف مصدر دبلوماسي أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية.
مطالب غير مقبولة
وأكد الدبلوماسي الأوكراني أن روسيا قدمت لأوكرانيا مطالب "غير مقبولة" خلال المحادثات، شملت تخلي كييف عن مزيد من الأراضي. وأوضح المسؤول أن "أعضاء الوفد الروسي قدموا مطالب غير مقبولة تتجاوز ما تم البحث به قبل الاجتماع"، من ضمنها "انسحاب القوات الأوكرانية من مساحات واسعة من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار". واعتبر المصدر أن هذه الطلبات "غير مقبولة" وتهدف إلى حرف المفاوضات عن مسارها.
وفي افتتاح المحادثات في قصر دولما بهتشة، حض وزير الخارجية التركي هاكان فيدان روسيا وأوكرانيا على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
وقال وزير الخارجية"مع استمرار الحرب في حصد الأرواح، تطبيق وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن هو أمر حيوي". وأكد أهمية أن تشكل هذه المحادثات أساساً للقاء بين زعيمي البلدين وعبر عن سعادته برؤية رغبة الجانبين في إتاحة فرصة جديدة للسلام.
محللون: التصرفات الأوكرانية تشير إلى رغبة في استفزاز الجانب الروسي وتعطيل المفاوضات
في هذا الشأن، قال الدكتور سمير أيوب، المحلل السياسي، إن هناك جدية ملحوظة من قبل الوفد الروسي من أجل التوصل إلى حل جذري للأزمة، في ظل مماطلة ملحوظة من الوفد الأوكراني.
وأضاف "أيوب" أن المؤشرات كافة تؤكد أن الوفد الروسي توجه إلى إسطنبول بهدف البحث عن حل جذري للصراع الروسي الأوكراني، ويريد الدخول في مفاوضات جدية تنهي هذا النزاع بدلًا من تجميده، مرددًا: "الوفد الأوكراني يماطل، إذ إن الرئيس الأوكراني زيلينسكي استخدم ألفاظًا غير لائقة تجاه الوفد الروسي".
ولفت المحلل السياسي إلى أن التصرفات الأوكرانية تشير إلى رغبة في استفزاز الجانب الروسي وتعطيل المفاوضات، ما يعكس أن الدول الأوروبية الداعمة لزيلينسكي لا تسعى فعليًا إلى إنهاء هذا الصراع، موضحا أن أن الأنظار منذ الأمس متجهة إلى ما ستؤول إليه المباحثات بين الجانبين الروسي والأوكراني في إسطنبول،
وأكد أن الوفد الروسي يضم شخصيات ذات كفاءة عالية وقد حصلوا على تفويض كامل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون الحاجة للرجوع إلى موسكو.
وتابع: "بوتين عقد اجتماعًا مع الوفد قبل انطلاقه، وأعطى لهم كل الصلاحيات الممكنة، بما في ذلك حدود التنازلات التي يمكن لروسيا تقديمها لإنجاح هذه المفاوضات".
روسيا تريد السلام
من جهته، قال الدكتور ضياء الدين حلمي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن من يتهم روسيا بانها لا تريد السلام هو الخصم، وهي تصريحات مكررة من قبل الغرب والمسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين من أجل الضغط على روسيا.
وأضاف: "روسيا تريد السلام ولم تكن تريد الحرب، والمتابع للأمر من بدايته يجد أن روسيا حذرت وطلبت مفاوضات، وعند تجاهل مطالبها قامت بالعملية العسكرية".
وتابع: "من هنا فدخول روسيا واوكرانيا في مفاوضات قد يصل في النهاية لحلول للأزمة القائمة".
0 تعليق