قال المفكر طارق حجي، إنّ قيمة التعددية تأتي على رأس القيم الأساسية لأي مشروع نهضوي أو تقدم حضاري. وأوضح أن كتابه "قيم التقدم"، الذي تُرجم إلى ست لغات، يركز في جوهره على مجموعة من القيم التي لا بد من غرسها في عقول التلاميذ منذ الصغر، وأولها التعددية بمعناها الشامل.

وأضاف حجي، في حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج «آخر النهار»، عبر قناة «النهار»، أنّ التعددية لا تقتصر على الجانب الديني أو الفكري، بل تمتد لتشمل الذوق الفني، والرأي الأدبي، وحتى أسلوب الحياة. وأشار إلى أن المجتمعات الأوروبية رسّخت هذه القيمة في مناهجها التعليمية منذ عقود، ما جعل قبول التنوع جزءاً من الهوية الثقافية لتلك المجتمعات.

وتابع، أنّ المشكلة في بعض المجتمعات العربية تكمن في ثقافة الأحادية، حيث يُعتقد أن هناك "صواباً واحداً" يجب أن يتبعه الجميع. وهاجم حجي بشدة هذه النظرة، معتبراً إياها امتداداً لتراث طويل من "النقل لا العقل"، حيث يتم التعامل مع الموروث كمرجعية نهائية دون أي مساءلة نقدية.

وأكد، أن التعددية يجب ألا تكون شعاراً، بل منهج حياة، وأن ترسيخها يبدأ من المدرسة ويُعمق من خلال الإعلام والثقافة العامة، لأن المجتمعات التي لا تؤمن بالتعدد لا تستطيع أن تحتضن الإبداع أو تحقق أي شكل من أشكال التقدم الحقيقي.