وفي هذا السياق، يوضح الفريق الطبي بمستشفى "أهل مصر لعلاج الحروق" أن عند إصابة شخص بحروق شديدة، يفقد جسمه كمية كبيرة من الدم والسوائل بسبب تضرر الأنسجة وتمزق الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم وتدهور الدورة الدموية. وهنا يأتي دور نقل الدم لتعويض هذا النقص، وإعادة التوازن داخل الجسم، ليتمكن القلب من ضخ الدم بشكل كافٍ إلى جميع الأعضاء. كما أن الدم المنقول يحمل الأكسجين الضروري إلى الأنسجة المتضررة، ويساهم في تسريع عملية الشفاء.
ومن المعروف أن مريض الحروق ُيواجه ضعفًا في جهاز المناعة نتيجة الإجهاد الشديد وفقدان العناصر الدموية الأساسية. وفي هذه الحالات، يبرز دور نقل الدم في تعزيز قدرة الجسم على مقاومة العدوى، كما يساهم في الوقاية من الصدمة الدموية عبر رفع ضغط الدم وتحسين استقرار الدورة الدموية.
ويؤكد مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق أهمية توفير إمدادات دم كافية بشكل دائم في المستشفيات، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التبرع المنتظم بالدم، لاسيما أن مرضى الحروق يحتاجون إلى وحدات دم بشكل متواصل، وقد تتطلب بعض الحالات أنواعًا نادرة من فصائل الدم، لا يمكن توفيرها إلا عبر تبرعات دورية ومنتظمة. لذلك، فإن التبرع بالدم لا يساهم فقط في سد حاجة مريض معين، بل في تعزيز قدرة المستشفيات على الاستجابة الفورية لأي حالة طارئة دون تأخير.
في النهاية، يعد نقل الدم لمرضى الحروق أكثر من مجرد إجراء طبي، بل هو بمثابة طوق نجاة يمنح المريض فرصة جديدة للبقاء والتعافي. ويظل التبرع بالدم، من أعظم صور العطاء الإنساني، حيث يمكن لكل شخص منا، من خلال هذا الفعل البسيط، أن يكون سببًا في إنقاذ حياة شخص آخر
0 تعليق