مطالب أمريكية بطردهم.. مصير الفصائل الفلسطينية في سوريا بعد لقاء ترامب والشرع

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد لقاء تاريخي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس المرحلة الانتقالية السوري أحمد الشرع في الرياض، تواجه الفصائل الفلسطينية في سوريا تحديات، وسط مطالب أمريكية بإعادة ترتيب الأوراق، بما في ذلك طرد عناصر وصفتها واشنطن بـ"الإرهابيين الفلسطينيين".

يأتي ذلك بعد عقود من الاستقرار النسبي تحت حكم عائلة الأسد ، ليجد الفلسطينيون في سوريا أنفسهم خلال المرحلة المقبلة في قلب عاصفة سياسية وأمنية.

 ترامب والشرع وإعادة رسم الخريطة

في خطوة مفاجئة، أعلن البيت الأبيض رفع العقوبات عن سوريا، مفسحاً المجال أمام حوار مباشر مع النظام الجديد، لكنَّ الاجتماع بين ترامب والشرع لم يخلُ من شروط: تطهير سوريا من عناصر فلسطينية تُعتبر "تهديداً لأمن المنطقة"، وهي  مطالب تزامنت مع تحركات فلسطينية داخلية، كزيارة محمود عباس لدمشق وتوقيف قيادات في "حركة الجهاد الإسلامي"، ما أثار تساؤلات عن مصير الفصائل التي ارتبطت عضويّاً بالنظام السابق، وفق تقرير نشرته "بي بي سي" 

الفصائل الفلسطينية بين الولاء والبقاء

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، انقسمت الفصائل الفلسطينية بين مؤيد للنظام ومعارض صامت،  فبينما وقفت فصائل مثل "فتح الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" إلى جانب الأسد، اختارت "حماس" مساراً أكثر غموضاً، انتهى بانسحابها من سوريا عام 2012، و اليوم، بعد سقوط النظام، تواجه هذه الفصائل مصيراً مجهولاً، حيث أخلت فصائل مثل "فتح الانتفاضة" مقراتها العسكرية وسلمتها للسلطات الجديدة، في خطوة تُفسر كاستجابة للضغوط الدولية.

كما تُجرى تحقيقات مع كوادر شاركت في القتال إلى جانب النظام السابق، بينما فرَّ بعضهم إلى العراق أو إيران، في الوقت الذي تم فيه تشكيل "هيئة العمل الفلسطيني المشتركة" كمحاولة لخلق مرجعية موحدة، لكنَّ التعثر في تنفيذها يكشف عمق الانقسامات.

اللاجئون.. كلفة باهظة وحقوق مهددة

وفقاً لتقارير "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، نزح 40% من اللاجئين داخليّاً، وفرَّ 20% خارج البلاد، بينما قُتل أو اعتقل الآلاف، أما مخيم اليرموك، الذي كان يوماً رمزاً للوجود الفلسطيني في دمشق، تحول إلى أطلال تحت القصف.

فراس شهابي، ناشط فلسطيني، يلخص الواقع في تصريحاته لـ"بي بي سي" : "دفعنا الثمن ذاته الذي دفعه السوريون"، مشيرا إلى مخاوف من إحياء قانون الملكية الذي يعامل الفلسطينيين كأجانب، مما يهدد حق العودة المنصوص عليه في القرار الأممي 194.

علاقة حماس مع دمشق ورقصة التناقضات

في 2011 غادرت الحركة سوريا بعد رفضها دعم القمع ضد المتظاهرين، وسط اتهامات بالتواطؤ مع المعارضة، لتعود العلاقات بشكل رسمي في2022 ، لكن دون إعادة فتح المكاتب، في خطوة تُعزى لضغوط إيرانية، وبعد فرار الأسد إلى موسكو، هنّأت حماس الشعب السوري بـ"تحقيق الحرية"، في بيان اعتُبر محاولة لطي صفحة الماضي.

الوجود التاريخي.. من النكبة إلى النكسة الجديدة

يعود التواجد الفلسطيني في سوريا إلى عام 1948، مع موجات لجوء متتالية. وعلى مدى عقود، تمتع اللاجئون بحقوق مدنية شبه كاملة، باستثناء الجنسية والتمثيل السياسي. لكنَّ الفصائل الفلسطينية ظلت دوماً خاضعة لـ"قواعد اللعبة" السورية:

الجيش الفلسطيني: حُلَّ تلقائياً مع حل الجيش السوري، مما أفقد الفلسطينيين درعاً أمنياً، أما فصائل النظام السابق: مثل "فتح الانتفاضة" التي أسسها حافظ الأسد عام 1983 لمواجهة ياسر عرفات، فقدت شرعيتها مع سقوط حليفها.

حسب تقرير "بي بي سي" فإن تُجنس سوريا للفلسطينيين، والمخاوف من "التوطين" تطفو على السطح، خاصة مع إحياء قانون الملكية، أما مصير الفصائل الموالية لإيران مثل "الجهاد الإسلامي" و"القوات العامة"، التي قد تصبح أوراق ضغط في المفاوضات الدولية، وفي الخلفية، تُراقب القوى الإقليمية والدولية التطورات، بينما يحاول الفلسطينيون في سوريا إعادة تعريف وجودهم في مشهدٍ لم يعد يُطيق "حَمَلة السلاح".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق