في أول موقف بارز له منذ توليه منصب المستشارية، دعا المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس، اليوم الأربعاء، إلى ضرورة تفادي كارثة إنسانية ومجاعة وشيكة في قطاع غزة، مشددًا على أهمية التحرك العاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق منذ أوائل مارس.
وخلال كلمة له أمام البرلمان الألماني، وجّه ميرتس رسالة مزدوجة تحمل في طياتها تأكيدًا على التحالف التقليدي الألماني مع إسرائيل، من جهة، ودعوة إنسانية للتدخل العاجل لإنقاذ المدنيين في غزة من جهة أخرى. وأوضح أن أمن إسرائيل ووجودها سيبقيان ضمن المصالح الاستراتيجية العليا لألمانيا، في تأكيد جديد على الخط الثابت للسياسة الخارجية الألمانية في هذا السياق.
وضع انساني متدهور
في المقابل، عبّر ميرتس عن قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني المتدهور في غزة، مطالبًا جميع الأطراف ببذل جهود عاجلة لتقديم المساعدات، وخاصة للفئات الأشد ضعفًا كالأطفال والنساء وكبار السن. وقال بلهجة مباشرة: "إنه واجب إنساني على جميع الأطراف.. لا بد من تجنب المجاعة في أقرب وقت ممكن".
كما أبدى المستشار الألماني الجديد دعمه لمسار التفاوض، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار، يُفضي إلى إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم من يحملون الجنسية الألمانية، والذين لا يزالون محتجزين لدى حركة «حماس».
وتأتي هذه التصريحات في سياق الضغوط الأوروبية المتزايدة على إسرائيل للتخفيف من الحصار، خاصة في ظل التقارير الأممية التي تحذر من مجاعة جماعية في غزة، ووسط انقسامات داخل الأوساط السياسية الأوروبية بشأن كيفية تحقيق توازن بين دعم إسرائيل والتصدي للكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
0 تعليق