السدود المغربية فوق 40 بالمائة .. وأحواض الشمال تقود الانتعاش المائي

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بحجم إجمالي للمياه المخزنة في السدود المغربية، بلغ، اليوم الأربعاء، ما مجموعه 6 مليارات و762 مليون متر مكعب، تُواصل نسبة ملء السدود بالمغرب في “الصمود” فوق مستوى 40 في المائة، وفقا لما أظهرته أحدثُ المعطيات الرسمية لوزارة التجهيز والماء.

وحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن المديرية العامة لهندسة المياه، التابعة للوزارة سالفة الذكر، والتي طالعتها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن مختلف السدود المُحصاة تختزن، حاليا، ما مجموعه 6.726,4 ملايين متر مكعب، ما يعادل نسبة ملء إجمالية 40,1 في المائة.

وتؤشر هذه الأحجام المائية، التي بصمت على ارتفاع ملموس مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية (32,4 في المائة بـ5.216,9 ملايين متر مكعب)، على وضعية مائية “مريحة نسبيا”؛ وهو ما أكده نزار بركة، وزير التجهيز والماء، خلال مستهل مجلس وزاري انعقد الاثنين الماضي برئاسة الملك محمد السادس، بقوله إن “ارتفاع معدل ملء السدود يُتيح تعبئة ما يساوي استهلاك سنة ونصف السنة من الماء الصالح للشرب”.

“تحسن تبايُن”

باستقراء أجرته جريدة هسبريس الإلكترونية لتفاصيل الأرقام وبيانات الملء، إلى غاية منتصف شهر ماي الجاري، فإن “الزيادة العامة في حجم المياه المسجلة بمختلف المنشآت المائية، على اختلافها، بلغت زائد 1.509,5 ملايين متر مكعب خلال سنة؛ ما يعني تحسنا بنسبة زائد 7,7 نقاط مئوية في نسبة الملء”.

وحسب البيانات الرسمية ذاتها، فإن “بعض السدود سجلت نسب ملء منخفضة رغم ضخامة سِعتها؛ مما يدل على تفاوت توزيع التساقطات المطرية بين الجهات والأقاليم المغربية أو تبيان في “طبيعة استغلال المياه” بين تلك الموجهة لأغراض فلاحية أو الاستهلاك العام في إطار الماء الشروب.

وتستمر “سدود جهة الشمال” (طنجة-تطوان-الحسيمة) التابعة للحوض المائي “اللوكوس” في إظهار نِسب ملء كاملة، تساوي 100 في المائة أو ما يناهزها؛ ويتعلق الأمر بسدود شفشاون والشريف الإدريسي والنخلة وواد المخازن.

بالمقابل، حققت سدود بجهات أخرى نسَب ملء كاملة؛ مثل سد على واد زَا، الواقع بإقليم تاوريرت بـ”جهة الشرق” (حوض ملوية)، فضلا عن كل من سد بوهودة (حوض سبو أكبر أحواض المملكة) وسد علال الفاسي بجهة فاس- مكناس؛ ما يؤشر إلى “طرد شبح شح المياه والإجهاد المائي الخطير”، خلال أشهر صيف 2025، في هذين الحوضيْن.

كما تجاوزت نسبة الملء في بعض السدود الأخرى والمصنفة على أنها سدود كبرى ومتوسطة، مستوى النصف (50 في المائة) بعد التساقطات المطرية الإيجابية لشهريْ أبريل ومارس الماضيين؛ وهو ما أنعش بشكل ملحوظ حقينة كل من سد سيدي محمد بن عبد الله في حوض أبي رقراق (نحو 68 في المائة)، وسد أولوز (إقليم تارودانت، حوض سوس ماسة) الذي بلغ 66 في المائة.

وتبقى نسبة ملء سدود واقعةٍ بعدد من الأحواض المائية مثل أم الربيع، باصمة على “نسبة ملء منخفضة” رغم التساقطات المطرية والثلجية التي شهدتها المملكة خلال فصل الربيع الجاري؛ ما تمثل في سد بين الويدان الذي لم تتجاوز نسبة حقينته 16 في المائة، وكذا سد المسيرة بأقل من 6 في المائة، ثم سد للا تاكركوست بـ32,2 في المائة. كما لم تتخط نسبة الملء في سد الحسن الأول بإقليم أزيلال (جبلي الطابع) 23,2 في المائة.

استغلال “سدود الشمال”

علاقة بآخر مستجدات السدود المغربية، نقلَت البوابة الإخبارية الرسمية “المَا ديالنا” “مواصلة وكالة الحوض المائي اللوكوس جهودَها في تدبير وتثمين الموارد المائية من خلال تسريع إنجاز مجموعة من السدود الكبرى التي توجد في طور الإنجاز وكذا برمجة إنجاز سدود جديدة”، موضحة أن هذه “المشاريع تهدف إلى تأمين تزويد المدن والقرى بالماء الصالح للشرب، بالإضافة إلى الحماية من الفيضانات وضمان حاجيات السقي”.

وأعلنت البوابة التابعة لوزارة التجهيز والماء، رسميا، “الشروع في تعبئة واستغلال سد الخروب في إقليم العرائش، الذي يساهم في تزويد منطقة طنجة الكبرى بالماء الصالح للشرب. وتبلغ حقينة سد الخروب 185 مليون متر مكعب، بنسبة تقدم أشغال 99 في المائة. أما الهدف الأساسي من هذا السد هو دعم تزويد مدينتَي طنجة وأصيلة بالماء الصالح للشرب”.

أما سد غيس، الموجود بإقليم الحسيمة، فهو من نوع التربة، وتبلغ حقينته 93 مليون متر مكعب، مع حجم منظم من المياه يصل إلى 18 مليون متر مكعب، وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال به 99 في المائة. الهدف من السد هو دعم تزويد مدينة الحسيمة بالماء الصالح للشرب، وكذا الحماية من الفيضانات، حسب ما أبرزه المصدر ذاته.

أما في إقليم العرائش، فتعتزم وكالة الحوض المائي اللوكوس إطلاق مشروع سد أتفر خلال سنة 2025 الجارية، والذي يُرتقب أن يختزن مستقبَلا 900 مليون متر مكعب، وفقا لمعطيات رسمية؛ فيما “سيهدف هذا المشروع إلى تحويل المياه إلى الأحواض الجنوبية وسهل اللوكوس من الفيضانات، والحد من توحل سد وادي المخازن، وتأمين الحاجيات من السقي بمنطقة اللوكوس”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق