شهدت شوارع المدن السورية، وعلى رأسها العاصمة دمشق، مشاهد فرح واحتفال فور إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وخرج المئات من المواطنين السوريين، كبارًا وصغارًا، إلى الشوارع حاملين الورود والأعلام السورية، في مشاهد تعكس حجم المفاجأة والفرحة التي سادت الأوساط الشعبية.
القرار جاء خلال زيارة ترامب إلى السعودية والاحتفالات تشيد بالوساطة الخليجية
جاء إعلان ترامب المفاجئ عن رفع العقوبات خلال زيارته الحالية إلى المملكة العربية السعودية، ما دفع العديد من المحللين للإشارة إلى دور الوساطة الخليجية، وعلى وجه الخصوص الوساطة السعودية، في الوصول إلى هذا القرار.
وظهرت لافتات في بعض المسيرات تعبر عن الامتنان للقيادة السعودية، معتبرة أن التقارب العربي مع سوريا بات واقعًا ملموسًا بعد سنوات من العزلة السياسية والاقتصادية.
رويترز: القرار أربك وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكية
في سياق متصل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أمريكيين مطلعين أن قرار الرئيس ترامب كان مفاجئًا حتى داخل دوائر صنع القرار الأمريكية.
وأوضح المسؤولون أن الإدارات المعنية بالعقوبات، وتحديدًا وزارة الخارجية ووزارة الخزانة، لم تتلق أي إشعار مسبق من البيت الأبيض، سواء عبر مذكرات رسمية أو توجيهات داخلية بشأن القرار.
وبحسب رويترز، فإن القرار فاجأ حتى كبار الموظفين في الوزارتين، الذين فوجئوا بإعلان الرئيس من الأراضي السعودية دون أي تمهيد داخلي.
المسؤولون: تنفيذ القرار معقد وسيستغرق شهورًا
وأشار المسؤولون إلى أن بعض العقوبات المفروضة على سوريا تعود إلى أكثر من أربعة عقود، ما يجعل عملية رفعها معقدة وتتطلب ترتيبات قانونية وإدارية دقيقة، قد تستغرق عدة أشهر.
وأضاف مصدر أمريكي كبير للوكالة: «البيت الأبيض لم يصدر أي مذكرة أو توجيه لمسؤولي العقوبات في وزارة الخارجية أو وزارة الخزانة للتحضير لإلغاء العقوبات، ولم ينبههم إلى أن هناك إعلانًا وشيكًا من الرئيس بهذا الشأن».
تحركات عاجلة داخل الوزارات الأمريكية لفهم آليات التنفيذ
عقب الإعلان المفاجئ، شرع كبار الموظفين في وزارتي الخارجية والخزانة في اجتماعات مكثفة لفهم آلية التنفيذ والتبعات السياسية والقانونية المترتبة على القرار، وسط تساؤلات كبيرة حول طبيعة الخطوة، وما إذا كانت تشمل رفعًا كاملًا للعقوبات أو تخفيفًا جزئيًا ضمن اتفاق سياسي أوسع.
قرار ترامب يفتح الباب لتساؤلات داخلية أمريكية واستبشار سوري شعبي
بينما تعيش الشوارع السورية أجواء من التفاؤل بمرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي والسياسي، تتزايد علامات الاستفهام داخل واشنطن بشأن طبيعة هذا القرار المفاجئ، وتداعياته على العلاقات الدولية وملف الشرق الأوسط.
0 تعليق