صدمة للنفط السعودي والروسي: دولة صغيرة تكتشف ثروة هائلة تفوق إنتاج النفط والغاز لثلاثة عقود

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في العالم المنجمي، يُعد اكتشاف تشيلي لثروة معدنية ضخمة حدثًا بارزًا يعيد رسم خرائط الصناعة العالمية. هذا الاكتشاف، الذي يتجاوز قيمة إنتاج النفط والغاز في دول كبرى مثل روسيا والسعودية على مدار ثلاثة عقود، يبرز أهمية الموارد الطبيعية في تشيلي كمحرك اقتصادي رئيسي. بمحتوى يتجاوز 13 مليون طن من النحاس، بالإضافة إلى ملايين الأوقيات من الذهب والفضة، يعزز هذا الاكتشاف مكانة البلاد كأكبر منتج للنحاس في العالم، مما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والاستثمار العالمي.

اكتشاف النحاس في تشيلي

أعلنت شركة فيكونيا عن اكتشاف مذهل في المناجم الموجودة في منطقة أتاماكا بتشيلي ومنجم “خوسيه ماريا” في الأرجنتين. يشمل هذا الاكتشاف نحو 13 مليون طن من النحاس عالي الجودة، إلى جانب 32 مليون أوقية من الذهب و659 مليون أوقية من الفضة، مما يجعله أكبر اكتشاف من نوعه في الثلاثين عامًا الماضية. تقود هذه الجهود شركة فيكونيا، التي تشكل شراكة بين شركات التعدين العالمية “بي اتش بي” و”لوندين مايننغ”، حيث تُدير مشروعًا يجمع بين منجمي “فيلو ديل سول” و”خوسيه ماريا”. تصنف هذه المنطقة بين أبرز المواقع العشرة عالميًا من حيث موارد النحاس، مع خطط لتطوير الرواسب وتوسيع الإنتاج لتشمل المعادن الأخرى. من المتوقع أن يؤدي هذا التطوير إلى إنشاء مشروع عالمي المستوى، بناءً على تقرير موارد معدنية أولي يشكل الأساس لتقرير فني متكامل، مع انتهاءه المحتمل في الربع الأول من عام 2026.

استكشاف موارد معدنية في أمريكا الجنوبية

تُعد تشيلي نموذجًا للقوة الاقتصادية في قارة أمريكا الجنوبية، حيث تحافظ على مركزها كأكبر منتج للنحاس عالميًا، مع إنتاج بلغ 5.3 مليون طن متري في عام 2024، يمثل نحو 23% من الإنتاج العالمي الكلي. يشكل قطاع التعدين حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي لتشيلي وأكثر من 60% من صادراتها، مما يجعل النحاس عمادًا أساسيًا للاقتصاد. منجم “إسكونديدا”، الذي تشغله شركة “بي اتش بي”، يحتضن أكبر موارد النحاس في العالم ويساهم بأكثر من 5% من الإمدادات العالمية. هذا الاكتشاف الجديد يعزز من هذه السيادة، حيث يمكن أن يزيد من إنتاج تشيلي ويغطي ثلث احتياجات العالم من هذا المعدن. بفضل هذه الموارد، تتطلع تشيلي إلى تحقيق نمو مستدام، مع الاستفادة من جودة عالية للمعادن المكتشفة، التي تلبي الطلب المتزايد في صناعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا. في السياق العالمي، يعكس هذا الاكتشاف كيف يمكن للموارد الطبيعية أن تحل ديناميكيات جديدة في السوق، خاصة مع التحول نحو الاقتصاد الأخضر الذي يعتمد على النحاس كمادة أساسية في الإلكترونيات والبنية التحتية. لذا، فإن هذا الاكتشاف ليس مجرد إنجاز اقتصادي، بل خطوة حاسمة نحو تعزيز الاستدامة العالمية، حيث تستمر تشيلي في المساهمة بشكل كبير في توازن السوق العالمية للمعادن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق