تحول مفاجئ في السياسة الأمريكية خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، تجاه سوريا وذلك بعد الإطاحة بنظام الأسد بعد حكم استمر لنحو 50 عاماً عانت الدولة خلال السنوات الأخيرة من عقوبات قاسية بالتوازي مع الحرب الأهلية التى أدخلت البلاد إلى نفق مظلم، لم تشهد بصيص النور إلا خلال الشهور الأخيرة.
الشرع من زعيم إرهابي إلى رجل ترامب المفضل!
ففى الثامن من ديسمبر، أعلنت هيئة تحرير الشام بأن الرئيس بشار الأسد هرب وهو وعائلته إلى الخارج ليكتشف لاحقاً فراره إلى روسيا الدولة الحليفة للنظام السابق.

وفي أواخر يناير، تم تعيين أحمد الشرع قائد هيئة تحرير الشام الملقب بـ (إبي محمد الجولاني) رئيساً للبلاد، وليتحول الرجل الذي كان مصنف دولياً "إرهابي" وكان أحد المنضمين إلى تنظيم قاعدة، وقدمت الولايات المتحدة مكاقأة قدرها 10 ملايين دولار للوصول إليه إلى الحاكم الفعلى لسوريا. وبدأت الإدارة الجديدة بسلسلة من الجولات المكوكية من أجل تحقيق أهم الأهداف رفع الحصار الاقتصادي الدولي عنها وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول العالم.
وقام الشرع بعدد من الجولات الخارجية، من المملكة العربية السعودية، وقطر، وتركيا، ومصر، مروراً بأولى جولات في القارة الأوروبية وزيارة فرنسا ولقاء إيجابي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن جديد خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بزيارة الرياض وهناك عقد لقاء (تاريخي) مع زعيم البيت الأبيض بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ووصف ترامب الشرع بأنه (رجل عظيم ومقاتل).
فك الحصار الإقتصادي عن سوريا
وخلال اللقاء، قدم ترامب مطالب إلى الشرع، وهم: التطبيع مع إسرائيل، ترحيل الفلسطينيين من سوريا تصنفهم واشنطن بأنهم إرهابين، ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم داعش.
ومن السعودية، فاجأ ترامب العالم بما فيها الولايات المتحدة نفسها، برفع العقوبات عن سوريا في خطوة حظيت بترحيب عربي واسع، وفرح أهالى سوريا برفع الحصار الاقتصادي عنهم، في انتظار ثمار هذا الحياة المعيشية. وعقب هذا الإعلان ارتفعت قيمة الليرة بنسبة 27% مقابل الدولار الأمريكي.

قانون قيصر الأمريكي .. شل اقتصاد سوريا
يعاني الاقتصاد السوري من شللٍ مستمر منذ سنوات بسبب العقوبات الغربية. ومن أقسى هذه العقوبات قانون قيصر الأمريكي لعام 2019 ، الذي فرض عقوباتٍ واسعة النطاق قيّدت الأفراد والشركات والحكومات من ممارسة أنشطة اقتصادية تدعم المجهود الحربي للأسد. وقد شل هذا القانون الاقتصاد السوري بأكمله. ووفقًا للبنك الدولي، انكمش اقتصاد البلاد بأكثر من النصف بين عامي 2010 و2020.
وبحسب البنك الدولى فمن عام 2020، كان الفقر يؤثر على 69% من سكان سوريا حيث أثر على أكثر من ربع المواطنين في عام 2022، مضيفًا أن هذا العدد قد تدهور على الأرجح بعد زلزال مدمر في فبراير 2023.
أدت الحرب الأهلية السورية التي استمرت عقدًا من الزمن إلى توتر شديد في العلاقات بين دمشق ومعظم الدول العربية، مما أدى في النهاية إلى طرد سوريا من جامعة الدول العربية. على مدار السنوات القليلة الماضية، بدأت دول الخليج في رأب الصدع مع نظام الأسد، وقادت جهود إعادة تأهيله حتى أُطيح به فجأة من السلطة في ديسمبر. منذ ذلك الحين، ضاعفت المملكة العربية السعودية وقطر جهودهما لإعادة دمج النظام الجديد في المجتمع الدولي.
وكشفت CNN أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من ترامب عندما التقى به في واشنطن في أبريل عدم رفع العقوبات عن سوريا، مبرراً هذا الطلب لأنه يخشي تكرار سيناريو السابع من أكتوبر.
ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، حرصت الدولة العبرية على شن غارات غاشمة على أصول الجيش السوري، واستولت على جبل الشيخ، أعلى قمة في سوريا، وموقع استراتيجي حيوي يطل على إسرائيل ولبنان وسوريا.
قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا، خطوة قد تسهم في إعادته إلى خريطة العلاقات مع دول العالم، كما أنها قد تكون بداية لكسب ثقة الدولية وفتح البلاد نحو الاستثمارات فيهاوممارسة نشاطها الاقتصادى بعيداً عن فزاعة العقوبات التى نهشت في اقتصاد البلاد.
0 تعليق