شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن بلاده "لن تسمح لإيران أبدًا بامتلاك أسلحة نووية"، مؤكدًا أن العمليات السرية والعسكرية الإسرائيلية أخّرت البرنامج النووي الإيراني قرابة عقد.
هذا الموقف الحازم يأتي بالتوازي مع جهود دبلوماسية أميركية يقودها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، الذي يستعد للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في روما السبت، في واحدة من أعلى المحادثات النووية بين الجانبين منذ انهيار اتفاق 2015.
إيران في مرمى التصريحات الإسرائيلية مجددًا
في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، ذكّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"عمليات علنية وسرية" نفذتها إسرائيل خلال السنوات الماضية لعرقلة المشروع النووي الإيراني، مشيرًا إلى أنها كانت حاسمة في منع طهران من الوصول إلى ترسانة نووية حتى الآن.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد المؤشرات على احتمالية استئناف الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، يبدو أن إسرائيل تشعر بالقلق من أي اتفاق قد يخفف الضغوط على النظام الإيراني، وتعتبره "هدية زمنية" تسمح لطهران بإعادة تجميع أوراقها.
واشنطن تسلك طريقًا آخر: الدبلوماسية أولًا
في المقابل، تعوّل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على محادثات مباشرة مع إيران لبلورة "اتفاق جديد" أكثر شمولًا وصرامة.
المبعوث الأميركي الخاص ويتكوف أجرى مؤخرًا جولة مفاوضات وصفتها واشنطن بـ"الإيجابية"، رغم أن طهران لا تزال ترفض تقديم تنازلات أساسية دون رفع العقوبات المفروضة عليها.
وفيما ينتظر العالم ما ستسفر عنه محادثات روما، فإن الهوة بين واشنطن وتل أبيب في مقاربة الملف الإيراني تتسع بشكل واضح.
بينما تراهن الإدارة الأميركية على التفاوض، تصر إسرائيل على أن الخطر الإيراني لا يمكن احتواؤه إلا عبر الردع العسكري والاستعداد الدائم للخيار الصعب.
هل يعود شبح الضربة الوقائية؟
الحديث عن "عدم السماح لإيران بامتلاك النووي" ليس جديدًا في الخطاب الإسرائيلي، لكن تصاعده في هذا التوقيت الحساس يثير تساؤلات حول إمكانية عودة سيناريو "الضربة الوقائية"، خصوصًا في حال تعثر المفاوضات أو فشلها.
وفي خلفية هذا المشهد، تتواصل الأنشطة الإيرانية لتخصيب اليورانيوم بنسبة تقترب من 60%، وهي نسبة تُعد على مسافة قصيرة من العتبة المطلوبة لصناعة سلاح نووي، ما يعزز المخاوف الإسرائيلية ويضع المزيد من الضغط على الحلفاء الغربيين.
إسرائيل لا تثق بالدبلوماسية... وإيران تلوّح بالمفاجآت
من جهتها، لم تبد طهران أي استعداد حقيقي للتراجع دون رفع شامل للعقوبات، وترى أن إسرائيل تُضخّم الخطر النووي الإيراني لخدمة أجنداتها الإقليمية، بينما تصر على أن برنامجها النووي سلمي بحت. لكن خصوم إيران يرون أن الواقعية السياسية تملي الحذر أكثر من الثقة، في ظل تاريخ طويل من التخصيب السري والخداع النووي.
0 تعليق