في خطوة جديدة تعكس حرصها المستمر على المساهمة في قضايا المجتمع، كشفت الممثلة المغربية أسماء الخمليشي عن دخولها عالم الإنتاج السينمائي، من خلال شريط طويل جديد يجمع بين البعد الإبداعي وبين الرسالة الإنسانية، وتجسد فيه دور البطولة في تعاون فني مع المخرج المغربي محمد الكغاط الذي صوّر العمل تحت إدارته.
وقالت الخمليشي، التي راكمت تجربة طويلة في مجالي التلفزيون والسينما، إنها اختارت أن تخوض هذه المغامرة الجديدة بشغف وإيمان بقدرة الفن على التغيير، مشيرة إلى أن الفيلم الجديد يحمل عنوان “رهان”، ويندرج ضمن الأعمال ذات الطابع الدرامي الاجتماعي، ويستند إلى قصة واقعية تتمحور حول معاناة النساء المغربيات في الفضاءات الحضرية، خصوصا في ما يتعلق بتفاعلهن مع محيطهن، وعلاقتهن بالرجل، وتحديات الحياة اليومية التي تواجههن داخل المدن الكبرى.
وأضافت الخمليشي، في تصريح لهسبريس، أن الفيلم يروي حكاية ثلاث نساء من خلفيات مختلفة، يجدن أنفسهن في مفترق طرق، ويواجهن مواقف تكشف هشاشة الواقع الاجتماعي والاقتصادي، وتسلط الضوء على الضغوط النفسية والرمزية التي تتحملها المرأة المغربية، في ظل سياقات مركبة تتطلب التوازن بين الطموح الشخصي وبين الإكراهات المجتمعية.
وعن تأخر عرض الفيلم في القاعات السينمائية بعد مرور سنتين على تصويره، أوضحت الممثلة المغربية أن الشريط رغم جاهزيته على مستوى التصوير لا يزال في مرحلة التوضيب، مبرزة أن هذه المرحلة تتطلب وقتا من الجانب التقني والجهد والتدقيق من أجل إخراج العمل بأفضل جودة ممكنة، وبلورة رؤية فنية ترقى إلى انتظارات الجمهور والنقاد على حد سواء.
وتابعت المتحدثة ذاتها أنه كان من المنتظر أن يتم عرض فيلم “رهان” السنة الماضية، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة؛ غير أن اعتبارات فنية مرتبطة بالإخراج والمونتاج أجلت موعد إطلاقه، في أفق طرحه في القاعات السينمائية فور استكمال كافة مراحله التقنية.
وأكدت الخمليشي، في حديثها مع هسبريس، أن هذا الفيلم لا يقتصر على تقديم صورة درامية للواقع؛ بل يسعى إلى تمرير رسائل إنسانية قوية، انطلاقا من تصور فني يستند إلى الحساسية الجمالية والعمق الموضوعاتي.
وفي هذا الصدد، أوضحت الممثلة المغربية أن الملصق الإعلاني للفيلم وحده قادر على ملامسة مشاعر النساء، لما يعكسه من رمزية بصرية ورسائل ضمنية موجهة مباشرة إلى قلب المرأة المغربية.
وعبّرت أسماء الخمليشي عن اعتزازها الكبير بالاشتغال إلى جانب المخرج محمد الكغاط، الذي وصفته بـ”الدقيق والملتزم”، مبرزة أن تعاونهما الفني يعد تجربة غنية أضافت الكثير إلى المشروع، وأنها تعول على هذا العمل ليكون بمثابة نقطة تحول في مسارها الفني ونقلة نوعية في الإنتاجات السينمائية الوطنية التي تضع المرأة في صلب اهتمامها.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن التزامها الدائم بقضايا النساء ليس وليد اللحظة؛ بل هو امتداد طبيعي لاختياراتها الفنية التي تميزت دائما بطرح المواضيع الجريئة والحساسة، قائلة: “الفن مسؤولية، ودوري كممثلة ومنتجة أن أساهم في نقل معاناة النساء، وأن أجعل من السينما منصة لإيصال أصواتهن إلى أوسع شريحة ممكنة”.
0 تعليق