بعد مرور أكثر من شهر على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن زيادة في الرسوم الجمركية، كل ما فازت به أمريكا تقريبا هو المزيد من الضمانات باستمرار المحادثات التجارية والمواعيد النهائية، بحسب ما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
وفيما يتعلق بالصين، لم تتمكن الولايات المتحدة من تأمين أي تغييرات كبيرة بخلاف التخفيضات الأخيرة في الرسوم الجمركية والقيود المفروضة على الواردات.
ولم يقدم الاتفاق مع المملكة المتحدة، الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي، سوى القليل بخلاف تحسين فرص الحصول على الإيثانول ومنتجات اللحوم الأمريكية.
وقال البيت الأبيض إن الاتفاقيتين تشكلان نقطة بداية. ورغم أن ذلك كان كافيا لتهدئة الأسواق الدولية واستعادة مكاسب الأسهم الأمريكية، إلا أن إدارة ترامب لم تحقق مكاسب تذكر من الاتفاقيتين.
وشهد الاتفاق مع بريطانيا حصول الشركات البريطانية على تنازلات واضحة من إدارة ترامب، بما في ذلك خفض الحواجز التجارية الأمريكية أمام مركباتها ومنتجاتها من الصلب والألومنيوم.
وكانت المكاسب الفورية التي حققتها أمريكا أقل وضوحا.
على الرغم من أن الاتفاقية روجت لتحسين وصول منتجي اللحوم الأمريكيين إلى أسواق المملكة المتحدة، إلا أن طرق تحضير اللحوم الشائعة في الولايات المتحدة محظورة في المملكة المتحدة، وهو موقف من غير المتوقع أن يتغير.
شركات السيارات الأمريكية تشعر بخيبة الأمل من إدارة ترامب
في هذه الأثناء، أصدر ممثلو شركات السيارات الأمريكية، التي واجهت بالفعل صعوبة في التعامل مع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، بيانا نادرا انتقدوا فيه الاتفاق. وقال رئيس مجلس سياسة السيارات الأمريكية مات بلانت، في بيان: “نشعر بخيبة أمل لأن الإدارة الأمريكية أعطت الأولوية للمملكة المتحدة بدلا من شركائنا في أمريكا الشمالية."
ومع ذلك، استمرت الإدارة الأمريكية في الإعلان عن الاتفاقيات. وبعد أيام، قال ممثلون عن الولايات المتحدة والصين إنهما اتفقا على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتا، والتي وصلت إلى أكثر من 120%.
ومرة أخرى، قوبل الإعلان بتساؤلات حول نجاح الاتفاقية. ووصفتها شركة "كابيتال إيكونوميكس"، وهي شركة استشارية في وول ستريت، بأنها “تراجع كبير آخر عن الموقف العدواني لإدارة ترامب."
وقالت الشركة في مذكرة لعملائها إن الصفقة لا تتضمن “أي التزامات من جانب الصين بشأن سياسة سعر الصرف أو عدم التوازن التجاري الثنائي."
الصين تصر علي موقفها والولايات المتحدة تتراجع
وقال الخبير الاقتصادي في معهد "بيترسون" للاقتصاد الدولي ماركوس نولاند، في تصريحات نشرتها الشبكة، أن الصين: "أصرت علي موقفها. وتراجعت الولايات المتحدة دون تحقيق أي تنازل كبير من الصين."
وأشادت الصين بنتائج مفاوضاتها، قائلة إن مقاومتها للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب كانت "فعالة للغاية."
وذكر حساب على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبط بهيئة الإذاعة الوطنية الصينية، يوم الاثنين الماضي، أنه "كان للإجراءات الانتقامية بالفعل تأثير كبير على الجانب الأمريكي، ولهذا السبب خفضت حكومة الولايات المتحدة الرسوم الجمركية بعد المحادثات."
البيت الأبيض: مزيد من التقدم قادم
وفي بيان له، واصل ممثل البيت الأبيض الإشادة بالاتفاقيات، ملمحا إلى أن المزيد من التقدم قادم. وأشار مسؤولو البيت الأبيض أيضا إلى أن البيانات الاقتصادية الأخيرة، مثل الوظائف والتضخم، ظلت قوية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي: "بفضل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب وقدرته علي إبرام الصفقات، فتحت المملكة المتحدة مليارات الدولارات من فرص التصدير لمربي الماشية والمزارعين الأمريكيين، بينما وافقت الصين على توسيع نطاق الوصول إلى السوق للشركات الأمريكية. وهذه ليست سوى البداية، فهناك المزيد من الصفقات والفرص المتاحة للعمال والمزارعين الأمريكيين في المستقبل."
كما روج ترامب لقدرة الرسوم الجمركية على زيادة الإيرادات. وفي أبريل الماضي، وهو أول شهر كامل تدخل فيه معظم الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب حيز التنفيذ، تجاوز دخل الرسوم الجمركية 16 مليار دولار، وفقا لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
ورغم أن هذا رقم قياسي، فإنه لا يؤثر على العجز الفيدرالي، الذي بلغ 1.05 تريليون دولار، أي أعلى بنسبة 13% عن العام الماضي. بلغت تكلفة الفائدة الصافية وحدها 38 مليار دولار في الشهر، وهي الآن 579 مليار دولار للسنة المالية الحالية.
وفي الوقت نفسه، الرسوم الجمركية، التي قال ترامب إنها ستولد إيرادات كبيرة وتشجع الشركات الأمريكية على العودة للإنتاج في الولايات المتحدة، بدأت تتراجع.
محللون: لا يزال هناك مخاطر علي الأسواق
ويحذر المحللون من أنه حتى مع استجابة الأسواق بشكل إيجابي للمجموعة الشاملة من التطورات، إلا أنه لا يزال هناك مخاطر بسبب التوترات المستمرة والعقبات. وكجزء من الاتفاق مع المملكة المتحدة، أصرت الولايات المتحدة على تقليل لندن اعتمادها على سلاسل التوريد الصينية، وهو الأمر الذي نددت به الصين، يوم الثلاثاء الماضي.
وقال نولاند: "أعتقد أننا سنشهد المزيد من الاضطرابات والمزيد من التقلبات أكثر مما يبدو أن الأسواق قادرة على استيعابه."
0 تعليق