تسعى الشركة القابضة للصناعات الكيماوية في مصر إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع الأسمدة من خلال تطوير مصنع الدلتا للأسمدة، حيث سيتم إضافة قدرات إنتاجية تصل إلى 1600 طن يوميًا من الأسمدة لتلبية احتياجات السوق المحلي وزيادة التصدير إلى الأسواق الإقليمية والدولية. هذا المشروع يعكس التزام الشركة بتعزيز القدرات الإنتاجية والمساهمة في دعم الزراعة المصرية، خاصة مع اعتماد وزارة الزراعة على نسبة كبيرة من الإنتاج المحلي للأسمدة.

تطوير مصنع الدلتا للأسمدة: زيادة الإنتاجية والتوسع في الأسواق

في السياق نفسه، تعمل شركة الدلتا للأسمدة، التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، على تنفيذ خطة شاملة لتحديث وتطوير مصانعها في مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية. هذه الخطة، التي تشرف عليها شركة “تيسن كروب” الألمانية، تركز على إعادة تأهيل مصنعي الأمونيا واليوريا لرفع الطاقة الإنتاجية إلى مستوى يبلغ 1600 طن يوميًا، مما من شأنه تحقيق عوائد سنوية تصل إلى 5 مليارات جنيه مستقبلاً عند التشغيل بكامل القدرات. كما تشمل الخطة تحديث الوحدات المرتبطة مثل محطة الأمونيا، واليوريا، وحامض النيتريك، ونترات الأمونيوم، بالإضافة إلى محطة توليد ثاني أكسيد الكربون. من المتوقع الانتهاء من هذه الأعمال بحلول نهاية العام الجاري، مما سيسمح للشركة باستئناف الإنتاج على نطاق أوسع وتقليل الاعتماد على الواردات، وبالتالي توفير العملة الأجنبية ودفع عجلة الاقتصاد.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى الشركة القابضة للصناعات الكيماوية إلى جذب شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، بما في ذلك شركات مثل أبو قير للأسمدة، وموبكو، والقابضة للبتروكيماويات، لتعزيز الاستثمارات في هذا المشروع الحيوي. من الجدير بالذكر أن شركة الدلتا للأسمدة، التي تأسست عام 1998، تعد إحدى الرواد في صناعة الأسمدة في مصر، حيث تقدم مجموعة متنوعة من المنتجات الكيماوية التي تدعم القطاع الزراعي. وفق البيانات الرسمية، حققت الشركة إيرادات بلغت 62.5 مليون جنيه بنهاية يونيو 2024، مقارنة بـ85 مليون جنيه في الفترة ذاتها من العام السابق، مع وجود خسائر تجاوزت 305 ملايين جنيه بنهاية العام المالي السابق، غالبها ناتج عن تكاليف الأجور بسبب توقف الإنتاج. ومع ذلك، فإن هذه الخطة الشاملة تهدف إلى تحويل هذه التحديات إلى فرص، من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وتجديد التكنولوجيا لزيادة الإنتاجية وتحقيق التوازن المالي.

تعزيز قدرات الإنتاج والاستدامة في قطاع الأسمدة

يُمثل هذا التطوير خطوة حاسمة لتعزيز دور مصر في سوق الأسمدة عالميًا، حيث يسهم في تلبية نحو 50% من احتياجات وزارة الزراعة من خلال زيادة الإنتاج المحلي. بالإضافة إلى ذلك، سيسمح هذا المشروع بزيادة الصادرات، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز المنافسة في الأسواق الدولية. الخطة تتجاوز مجرد إصلاح البنية التحتية، إذ تركز على تحقيق الاستدامة من خلال تقليل التكاليف التشغيلية وتحسين جودة المنتجات، مما يجعل من مصنع الدلتا نموذجًا للتنمية الصناعية في مصر. في ظل التحديات السابقة مثل الخسائر المالية الناتجة عن التوقف المؤقت، يُعيد هذا البرنامر رسم خريطة طريق نحو الابتكار والكفاءة، مع الاستفادة من الخبرات الدولية لضمان استمرارية الإنتاج. بفضل هذه الجهود، من المتوقع أن تشهد الشركة تحسنًا ملحوظًا في أدائها، مما يعزز من قدرتها على المنافسة ويساهم في تنمية القطاع الزراعي بشكل أكبر.