الجمعة 16 مايو 2025 | 10:09 مساءً
في خطوة تهدف إلى تعزيز التنسيق الدولي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، سعى عدد من الزعماء الأوروبيين البارزين، اليوم الجمعة، إلى تشكيل جبهة موحدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك عقب فشل المحادثات المباشرة بين موسكو وكييف في تحقيق أي تقدم باتجاه وقف إطلاق النار.
ففي أعقاب محادثات إسطنبول التي لم تفضِ إلى نتائج ملموسة، بادر قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا – إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي – بإجراء مكالمة جماعية مع ترامب على هامش قمة عقدت في ألبانيا، لبحث مسار المفاوضات وتنسيق الخطوات المقبلة.
وضمت المكالمة كلاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني فريدريش ميرز، وزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، وهي نفس المجموعة التي كانت قد زارت كييف الأسبوع الماضي في بادرة دعم سياسي، حيث دعوا أيضًا حينها إلى توحيد الصفوف مع واشنطن بقيادة ترامب.
موسكو ترفض وقف إطلاق النار
رغم الجهود الأوروبية والأمريكية، واصلت موسكو رفضها لأي دعوات لوقف إطلاق النار غير مشروط. واعتبر ماكرون هذا التعنت الروسي غير مقبول، قائلاً: "من غير المقبول ألا تستجيب روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، للمرة الثانية، للمطالب المقدمة من الجانب الأميركي بدعم من أوكرانيا وشركائها الأوروبيين"، وفقًا لـ "فرانس 24".
وأضاف: "نحن نواصل الكفاح من أجل السلام، ونواصل دعم الرئيس زيلينسكي، مع الحفاظ على تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يعملان على إعداد حزمة جديدة من العقوبات في حال واصلت روسيا رفضها لوقف إطلاق النار.
وأوضح أن الزعماء الأوروبيين سيتواصلون مجددًا مع ترامب فور تلقي الجانب الأوكراني رداً على المطالب المقدمة للوفد الروسي، والذي يُتوقع صدوره خلال ساعات.
تنسيق مستمر وتنديد بالموقف الروسي
من جانبه، أكد كير ستارمر أن القادة الأوروبيين وترامب يعملون على مواءمة وتنسيق ردود أفعالهم بشكل وثيق وسيواصلون القيام بذلك، منتقدًا كغيره من الزعماء الموقف الروسي ووصفه بأنه "غير مقبول".
أما دونالد توسك، فقد شدد على أهمية الحفاظ على التماسك بين الجبهة الأوروبية والأمريكية، قائلاً: "سنواصل العمل معاً. مهمتنا الأساسية هي الحفاظ على وحدة شركائنا الأوروبيين والأمريكيين بشأن القضية الأوكرانية".
وقد أعرب فريدريش ميرز عن خيبة أمله الكبيرة إزاء نتائج محادثات إسطنبول، التي غاب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مفضلاً إرسال وفد من المستوى الثاني، مضيفًا: "الرسالة كانت واضحة: الجانب الروسي لم يُبدِ أي نية حسنة".
محادثات محدودة وخطوات حذرة
رغم أجواء التوتر، توصل الطرفان الأوكراني والروسي خلال محادثات إسطنبول إلى اتفاق مبدئي على تبادل الأسرى، وأشارا إلى نيتهما تبادل الأفكار بشأن وقف محتمل لإطلاق النار، كما ناقشا إمكانية عقد لقاء مباشر بين زيلينسكي وبوتين، غير أن هذه الخطوات لم تُترجم إلى تقدم ملموس في مسار إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وتسعى كييف إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لوقف القتال الذي خلف دمارًا واسعًا في البلاد وتسبب في نزوح الملايين، وقال ميرز: "الكرة الآن بالكامل في ملعب روسيا"، مشيراً إلى أن جميع الشروط اللازمة لحوار أولي جاد كانت متوفرة، منتقدًا عدم رغبة روسيا في اتخاذ خطوات أولى في الاتجاه الصحيح.
ترامب يعود إلى المشهد
كان مكتب الرئيس الأوكراني قد أعلن في وقت سابق عن المكالمة مع ترامب، والتي جاءت في أعقاب دعوة زيلينسكي للغرب لاتخاذ "رد فعل قوي" إذا ما فشلت المحادثات مع موسكو.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بإنهاء الحرب خلال أيام، لكنه هدد مؤخرًا بالانسحاب من جهود الوساطة بسبب الجمود في المفاوضات، ومع ذلك، شهدت الأسابيع الأخيرة تحولا في موقف ترامب، إذ أعرب عن إحباطه المتزايد من الموقف الروسي، في وقت أعادت فيه واشنطن تفعيل تعاونها مع كييف، بما في ذلك توقيع اتفاق طال انتظاره بشأن المعادن، تأمل أوكرانيا أن يمهد الطريق لمزيد من الدعم العسكري في المستقبل.
وأكد ميرز أن الجانب الأوروبي اتفق مع زيلينسكي على مواصلة الدفع باتجاه حوار مباشر بين كييف وموسكو، مع الإبقاء على ترامب مطلعًا باستمرار على التطورات.
وتابع: "يجب أن يكون واضحًا أننا نقف معًا. لن نتراجع. سنواصل دعم أوكرانيا وسننسق جهودنا بشكل وثيق مع الأمريكيين، ونحن مصممون على مواصلة مساعدة أوكرانيا حتى تنتهي هذه الحرب الرهيبة".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق