
الحُبُّ بطريقةٍ أُخرى
لا تتخلَّ عنِّى الآنَ
فمازالَ هناكَ متَّسعٌ للحنينِ والحياةِ
اسمحْ لى أنْ أتعلَّقَ فى ذراعِكَ
وأنْ تُهديَنى الرقصةَ الأولى
فى حفلٍ خالٍ من الضجيجِ
أُعانى وحدةً استقرَّتْ فى صدري
ونامتْ بحُزنٍ
فى آخِرِ الليلِ تُفاجئُنى هجماتُها الشرسةُ
كذئبٍ هاربٍ من شططِ التيهِ
كشجرةٍ هاربةٍ من رياحِ الخريفِ
مللتُ انتظارَ اليومِ بعدَ اليومِ
مراقبةَ الوقتِ،
رسْمَ قلوبٍ زرقاءَ فى قاعِ الكوبِ،
وتغييرَ لونِ الكونشلسين كلَّ عامٍ
اسمحْ لى أنْ أتمدَّدَ فوقَ قلبِكَ
كى أشعُرَ أنَّه ما زال هُنا
وأنْ أختبئَ فى الموسيقى والزهورِ
يقولونَ إِننى فقدتُ بعضًا من خجلي؛
فأصبحتُ أراقصُ السماءَ عاريةً
أشربُ القهوةَ، وأُدخِّنُ التبغَ المخلوطَ باليأسِ
عَلَنًا معَ الليلِ
أتحدَّثُ بجَرأةِ عاهِرةٍ ضَاجَعَتِ الْهواءَ
فى ليلةٍ غامضةٍ دونَ تلعْثُمٍ
أكشفُ عن ساقِيَ كطفلةٍ
تلعبُ الحَجْلَةَ، وتسابقُ الريحَ
وأتجوَّلُ فى أزقَّةِ مزاجيَّتِكَ
كخبيرةٍ جوزائيةٍ
تعرفُ الطفلَ الذى يقفزُ إلى الحياةِ
وترى الشيخَ الذى يودِّعُها
وما تبقَّى من خجَلي..
ادَّخرتُه لكَ
لنظرةٍ صامتةٍ فى وجهيَ المبلَّلِ
بعرَقِ اللَّهفةِ
لكَلِمَةِ نورٍ تُلْقِيها على فستانٍ
طاعنٍ فى الجمالِ
ولطفلةٍ لمْ تكبُرْ إلا قليلًا.
■ زهرة علام شاعرة تكتب قصيدة النثر تخرجت فى كلية التربية رياض الأطفال. صدر لها ديوانان، هما: "له على خاصرتي"، و"أفتش فى خزائنى الفارغة". ولها تحت الطبع ديوان رجل من رياح الحنين "رسائل سليمان".

0 تعليق