توقعت منظمة "المبادرة العالمية لمحاربة الجريمة المنظمة الدولية" (GITOC)، وهي منظمة غير حكومية متخصصة في أبحاث وتحليل الجريمة المنظمة الدولية، أن تشهد أوروبا تدفقًا كبيرًا للأسلحة بعد انتهاء النزاع في أوكرانيا، محذرة من أن ذلك قد يؤدي إلى تصاعد موجة العنف والجريمة في القارة.
وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته يوم السبت أن انتهاء الحرب في أوكرانيا سيترك كميات كبيرة من المعدات العسكرية المتبقية، والتي من المرجح أن تدخل إلى أسواق الظل الإجرامية، عبر بيع أسلحة وعتاد عسكري، بما في ذلك عربات ومعدات وملابس عسكرية وأدوات ذات استخدام مزدوج.
وقالت المنظمة: "مع نهاية الحرب ستبقى هناك كمية كبيرة من المعدات العسكرية. وعند أدنى مستويات الأوساط الإجرامية ستؤدي هذه المعدات إلى نهوض اقتصاد الظل حيث ستباع أعتدة الجيش الزائدة".
وأضاف التقرير أن وقف القتال قد يؤدي إلى ارتفاع في تهريب الأسلحة من مناطق النزاع، مشيرًا إلى وجود شكلين رئيسيين للسوق الشرعي للأسلحة: السوق الصغيرة في أوروبا الوسطى والغربية، والسوق الكبرى التي تشمل نقل الأسلحة بحاويات إلى تركيا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وحذر التقرير من أن وصول الأسلحة الحديثة والقوية إلى أوروبا قد يؤدي إلى طفرة في جرائم العنف، مستشهدًا بزيادة استخدام العنف من قبل عصابات في دول مثل السويد وفرنسا، ومشيرًا إلى وجود مؤشرات على انتشار هذه الظاهرة في دول أخرى.
كما حذر التقرير من احتمال انتقال عدد كبير من المحاربين القدامى في أوكرانيا إلى النشاطات الإجرامية إذا فشلت السلطات في إعادة دمجهم بالمجتمع المدني. وأشار إلى أن أعداد المحاربين القدامى تتراوح بين 4 و9 ملايين حسب تقديرات مختلفة، وأن الكثير منهم قد يتحولون إلى مجرمين بسبب الإحباط أو تعاطي المخدرات أو استغلال مهاراتهم العسكرية في أنشطة غير قانونية.
يذكر أن منظمة "المبادرة العالمية لمحاربة الجريمة المنظمة الدولية" تتخذ من جنيف مقرًا لها، وتضم مجموعة من الباحثين والخبراء والسياسيين المتخصصين في وضع استراتيجيات لمكافحة الجريمة المنظمة دوليًا.
0 تعليق