قالت سالي عبدالمنعم، أمين المتحف القومي للحضارة المصرية، إن مصر لطالما امتلكت ثروة حقيقية تتمثل في عنصرين رئيسيين، هما الإنسان المصري والحضارة المتجذرة في أعماق التاريخ. وأكدت أن العنصر البشري هو الذي صنع الحضارة، وورّثنا هذا الإرث الثقافي العريق.
ولذلك، فإن المتحف يحرص على تقديم الحضارة المصرية بطريقة تتماشى مع قيمة الإنسان الذي صنعها، وبروح حديثة تواكب العصر.
أسلوب عرض حديث يواكب العصر
وأوضحت عبدالمنعم، خلال استضافتها في برنامج "إكسترا نيوز، أن المتحف يسعى إلى التميز من خلال أسلوب عرض مختلف وجاذب يعيد تقديم التاريخ بروح جديدة.
وأضافت أن الزوار لا يدخلون فقط لمشاهدة آثار، بل يخوضون "رحلة زمنية" تبدأ من عصور ما قبل التاريخ وتمتد حتى العصر الحديث.
وأكدت أن المتحف يعتمد على تقنيات عرض حديثة تشمل الأفلام التفاعلية، والإضاءة الخاصة، والمحتوى المسموع والبصري، ليجعل التجربة متكاملة ومؤثرة.
قاعة المومياوات الملكية: عرض مهيب يعيد الحياة للأجواء الجنائزية
وفيما يتعلق بقاعة المومياوات الملكية، أكدت عبد المنعم أن طريقة عرض المومياوات تم تنفيذها بعناية فائقة لتمنح الزائر إحساسًا مهيبًا أقرب لما تكون عليه الأجواء الجنائزية القديمة. مشيرة إلى أنه رغم أن المومياوات ليست جديدة على المصريين، إلا أن الهدف كان أن يراها الزائر كما لو كان يشاهدها لأول مرة. وذلك من خلال إعداد علمي مدروس يشمل قاعات تمهيدية تشرح طقوس التحنيط والبعث لدى المصريين القدماء.
ربط الأجيال الجديدة بتراثهم الثقافي
كما أشارت إلى أن المتحف يهدف إلى ربط الأجيال الجديدة بتراثهم من خلال عرض الحضارة المصرية بطريقة مبسطة وجذابة. وأضافت: "الأطفال يتفاعلون بشكل مدهش مع معروضاتنا لأننا نقدمها لهم بأسلوب يناسب وعيهم وثقافتهم الحديثة، وهو ما يجعلهم يشعرون بأن هذه الحضارة تنتمي إليهم بالفعل."
استمرارية الحضارة المصرية من العصور القديمة إلى العصر الحديث
وأوضحت أن المتحف لا يقتصر على تقديم فترة زمنية محددة، بل يعرض تسلسل الحضارة المصرية من أقدم العصور إلى العصر الحديث. وأكدت أن هذا النهج يعكس استمرارية الحضارة المصرية، مشيرة إلى أن العديد من العادات والعبارات الشعبية المستخدمة اليوم لها جذور ضاربة في التاريخ المصري القديم، بما يعكس عمق التراث وتواصله الحي حتى وقتنا الراهن.
0 تعليق