وكشفت وكالة ناسا عن تقنية مبتكرة تعتمد على الأقمار الصناعية لمراقبة تغيرات في أوراق الأشجار، مما يساعد في التنبؤ المبكر بثوران البراكين. هذه الطريقة تعتمد على رصد زيادة الخضرة والكثافة في الأوراق الناتجة عن تسرب غازات ثاني أكسيد الكربون من باطن الأرض، مما يشير إلى نشاط بركاني قادم. يمكن لهذا الاكتشاف أن يوفر وقتًا كافيًا لإنقاذ حياة الآلاف في المناطق المتضررة، خاصة في الأماكن النائية حيث تكون وسائل الرصد التقليدية محدودة.
تنبؤ البراكين من خلال تغير النباتات
في هذا السياق، يعتمد الباحثون في ناسا على أقمار صناعية مثل Landsat 8 وSentinel-2 لملاحظة التغيرات الدقيقة في الأشجار، حيث تظهر هذه الأقمار زيادة الخضرة الناتجة عن انبعاثات الغازات البركانية. هذه الملاحظات تمثل مؤشرًا حيويًا يمكن تتبعه من الفضاء، مما يعزز من دقة الإنذار المبكر ويساعد في حماية المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وفقًا للدراسات، فإن هذه التغيرات تحدث قبل أن تظهر علامات أخرى، مثل انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، مما يمنح فرصة للتدخل السريع.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت أبحاث مركز آيمز لعلوم الأرض في ناسا أن آثار غاز ثاني أكسيد الكربون غير المباشرة، مثل تعزيز نمو النباتات، يمكن رصدها بسهولة عبر الصور الفضائية. هذا النهج يتجاوز الصعوبات في قياس الغاز مباشرة، ويفتح الباب لتطبيقات أوسع في مراقبة البراكين في مناطق متعددة حول العالم. في تجارب ميدانية أجرتها فرق بحثية في بنما وكوستاريكا عام 2025، تم جمع عينات من أوراق الأشجار لفهم كيفية تأثير الغازات على البيئة، مما يعزز من فهم العلاقة بين النشاط البركاني والتغيرات المناخية طويلة الأمد.
علاوة على ذلك، أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في حالات سابقة، مثل ثوران بركان مايون في الفلبين عام 2017، حيث ساهم الإنذار المبكر المستند إلى مراقبة الانبعاثات في إجلاء أكثر من 56,000 شخص. ومع ذلك، يواجه العلماء بعض التحديات، مثل تأثير تضاريس الأرض الصعبة أو التلوث البيئي، إلا أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في مجال التنبؤ بالبراكين، خاصة في المناطق غير المجهزة بأدوات رصد مباشرة. في المستقبل، من المتوقع أن يتم دمج هذه الطريقة مع تقنيات أخرى لتحسين دقة الإنذارات وتعزيز السلامة العامة.
رصد النشاط البركاني عبر التغيرات البيئية
يمكن لمراقبة تغير لون وكثافة أوراق الأشجار أن تكشف عن إشارات خفية للنشاط البركاني، مثل ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون قبل الثورة الفعلية. هذا الرصد يعتمد على تحليل بيانات الفضاء بدقة عالية، مما يساعد في توقع الأحداث الكبرى وتجنب الكوارث. على سبيل المثال، في المناطق الوعرة حيث يصعب نشر أجهزة الرصد، تحول هذه التقنية إلى أداة أساسية للعلماء. بالنظر إلى الآفاق المستقبلية، من المرجح أن تكون هذه الطريقة جزءًا من نظم الإنذار الشاملة، مع التركيز على دمج البيانات من مصادر متعددة لتحقيق توقعات أكثر دقة. بهذا الشكل، يمكن لناسا أن تساهم بشكل كبير في تقليل مخاطر البراكين، مع الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لصون الحياة والبيئة. يُعتبر هذا النهج خطوة متقدمة نحو فهم أفضل للعمليات الجيولوجية وتأثيراتها على الطبيعة، مما يدعم الجهود العالمية لمواجهة الكوارث الطبيعية.
0 تعليق