يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الرئيس اللبناني جوزاف عون للتباحث بشأن تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين والتشاور بشأن سبل إستعادة الإستقرار الإقليمي
أكد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، أن مصر تلعب دوراً قيادياً في المنطقة، وهي بالنسبة الى لبنان لها عمق تاريخي وعربي وشريك أساسي في المحافظة على الاستقرار الإقليمي، لافتاً الى أن العلاقة بين لبنان ومصر متجذرة في التاريخ وهي لا تزال قوية بين الشعبين والدولتين الشقيقين وتوجه بالشكر الى الرئيس المصري على دعمه الدائم للبنان.
وكشف انه سيطلب مساعدات عسكرية من مصر لجهة التدريب وغيره، وانه سيبحث هذا الملف مع نظيره المصري.
وفي حديث الى الإعلامية لميس الحديدي في قناة ON TV ولفت الرئيس عون الى ان ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن لبنان خلال جولته الخليجية، هو دعم للبنان ولبناء الدولة فيه.
سلاح حزب الله
وعن موضوع سلاح حزب الله، لفت الى انه يُعالج عبر الحوار بين مختلف الاطراف في لبنان، "وإذا كنا نريد الحديث عن بنية الدولة، يجب أن نذكر أمرين اساسيين، هما: حصر السلاح في يد الدولة ، وأن يكون قرار السلم والحرب في يد الدولة وهذا ما نعمل لأجله الآن".
وحول ما إذا كان هناك ضغوط دولية على لبنان لتسريع إنهاء هذا الملف، كشف رئيس الجمهورية ان هذه الضغوطات موجودة، لكن الواقع اللبناني يتحكم بالخطوات التي نقوم بها في هذا الملف، " فنحن لا نريد الذهاب الى مواجهة داخلية".
وعن تأثير رفع العقوبات عن سوريا على لبنان، جدد الرئيس عون ترحيبه بهذه الخطوة، شاكراً الرئيس ترامب على قراره، مثمناً دور الأمير محمد بن سلمان في اقراره.
ورأى أن الأسباب التي فرضت على السوريين النزوح من سوريا الى لبنان، قد ازيلت، والحرب انتهت، وتغير النظام.
فالسبب الأمني أصبح غير موجود، والشق الاقتصادي الذي كان حاجزاً للعودة الى سوريا، قد أزيل بقرار رفع العقوبات.
وقال: "نحن نعمل مع الدولة السورية ، بالتعاون مع المنظمات لمساعدة النازحين السوريين العودة الى بلادهم".
وقال الرئيس عون ردا على سؤال ان المطلوب ان تنسحب إسرائيل من النقاط التي لا تزال فيها، لكي يواصل الجيش إنتشاره في الجنوب، وقد وضع الجانب اللبناني خططا وسلمها الى الأميركيين.
وحول ما إذا كان يشعر ان الولايات المتحدة الأميركية تسعى الى ان يكون التفاوض مباشرا بين لبنان وإسرائيل، أجاب الرئيس عون: "لم أسمع هذا الكلام ابدا. وهو غير موجود. الأساس بالنسبة إلينا هو إتفاقية الهدنة. ونحن نسعى الى حالة لا حرب على الحدود مع إسرائيل".
وعن علاقته بحزب الله، أوضح الرئيس عون أن حزب الله موجود في البرلمان ويمثل شريحة من اللبنانيين، وعلاقته معه موجودة ولكن بطريقة غير مباشرة، بسبب خصوصية الوضع الأمني لحزب الله.
وعلى صعيد آخر، لفت الى انه ينتظر زيارة الرئيس الفلسطيني الى لبنان للبحث في ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات اللبنانية.
واستهل الرئيس عون حواره رداً على سؤال عن العلاقة بين لبنان ومصر، مشيرا الى أنها علاقة متجذرة في التاريخ وهي لا تزال قوية بين الشعبين والدولتين، لاسيما من خلال الهجرة اللبنانية الى مصر والتزاوج بين الشعبين، فنرى بعض العائلات اللبنانية وكأنها مصرية، مثل عائلة الاسكندراني والمصري والدسوقي. فهي عائلات موجودة على اثر التزاوج والاختلاط بين الشعبين. إضافة الى الدور الذي لعبه لبنان في المجالات السياسية، والصحافية والادبية، ونذكر هنا الاديب احمد شوقي شاعر القطرين، والشاعر خليل مطران.
موقف الرئيس عبد الناصر
أما من الناحية السياسية، فمصر تلعب دورا قياديا في المنطقة، وهي في مراحل كثيرة تفهمت الوضع في لبنان ولا تزال تتفهم الموقف اللبناني ونعطي مثلاً على ذلك، موقف الرئيس عبد الناصر عام 1959 عندما التقى في خيمة على الحدود بين لبنان وسوريا الرئيس فؤاد شهاب، وهذا الموقف كان له معان كثيرة ومهمة، أي التزام الرئيس عبد الناصر بعروبة لبنان وبنهائية الكيان اللبناني، وكذلك الرئيس انور السادات الذي كان صاحب مقولة "ارفعوا ايديكم عن لبنان"، الى الرئيس السيسي ومواقفه، ونحن هنا نشكره على دعمه الدائم للبنان حين كنت قائداً للجيش، وخلال مواجهتنا لجائحة كورونا، وبعد انفجار مرفأ بيروت، وكذلك عبر دعمه للمؤسسة العسكرية، وكذلك لقائي معه في شهر آذار عام 2021 عندما كنت قائداً للجيش، إضافة الى لقائنا في مصر على هامش القمة العربية الطارئة في القاهرة، وإن شاء الله سنلتقي مجددا يوم الاثنين المقبل. فالقاهرة بالنسبة الينا، هي مركز قيادي كبير في المنطقة، ومنصة جامعة عبر علاقاتها الدولية، فهي تستطيع التواصل مع مختلف الدول من واشنطن الى دول المنطقة. وهي وبالنسبة الى لبنان لها عمق تاريخي وعربي وشريك اساسي في المحافظة على الاستقرار الاقليمي.
زيارة الرئيس عون للقاهرة
وعن الملفات التي سيتم مناقشتها خلال زيارة الرئيس عون للقاهرة، اشار رئيس الجمهورية الى ان الملفات تتضمن بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، إضافة الى التطورات التي تحصل على مستوى المنطقة وتنسيق المواقف بشأنها.
وسيتم التطرق الى الملفات الاقتصادية، لاسيما وان مصر لديها خبرة في كثير من المجالات، خصوصاً في ما يتعلق بقطاع الغاز والكهرباء، وإعادة الاعمار، وبكيفية دعم الجيش، وإعادة إحياء اللجنة العليا المشتركة اللبنانية-المصرية، إضافة الى البحث في زيارة الرئيس ترامب الى المنطقة ولقاءاته في دول الخليج، ورفع العقوبات الاميركية عن سوريا وانعكاسات ذلك على دول المنطقة.
وجاءت أبرز رسائل الرئيس اللبناني:
- مصر ولبنان يتمتعان بعلاقة متجذرة لا تزال قوية بين الشعبين والدولتين الشقيقين والقاهرة مركز قيادي كبير في المنطقة ومنصة جامعة عبر علاقاتها الدولية
- سأطلب من الرئيس السيسي مساعدات عسكرية للجيش اللبناني وهو كان داعماً للبنان في مختلف الظروف
- لم يطلب الأمريكيون تفاوضاً مباشراً بين لبنان وإسرائيل والأساس بالنسبة إلينا هو إتفاقية الهدنة ونسعى الى حالة لا حرب على الحدود الجنوبية
- حزب الله موجود في البرلمان ويمثل شريحة من اللبنانيين والعلاقة معه موجودة ولكن بطريقة غير مباشرة بسبب الوضع الأمني الخاص للحزب
- بنية الدولة تقتضي حصر السلاح في يدها واتخاذها قرار السلم والحرب وهذا ما نعمل لأجله الآن
- نرحب برفع العقوبات عن سوريا والاسباب التي فرضت على السوريين النزوح الى لبنان قد ازيلت ونعمل مع الدولة السورية بالتعاون مع المنظمات لمساعدة النازحين على العودة الى بلادهم
- سأبحث مع الرئيس الفلسطيني خلال زيارته الى لبنان موضوع السلاح في المخيمات وسيتم التركيز في المرحلة الأولى على معالجة مسألة السلاح الثقيل.
0 تعليق