شهدت منطقة عزبة بلال بحي الشرابية بمحافظة القاهرة، فجر اليوم الثلاثاء، حريقًا مروعًا اندلع في عدد من مخازن ومغالق الأخشاب بشارع حداد ظلط بجوار عزبة الورد، امتد إلى سبعة مخازن أخرى وعقار سكني ومسجد، دون وقوع خسائر في الأرواح، وسط جهود مكثفة من قوات الحماية المدنية للسيطرة على النيران.
أدى الحريق إلى وفاة شخص يبلغ 45 عامًا نتيجة استنشاق الدخان، فيما تأثر سبعة آخرون بحالات اختناق متفاوتة الخطورة، تم إسعافهم ونقلهم إلى المستشفى. على الجانب المادي، التهمت النيران كميات كبيرة من الأخشاب داخل المغلق، مما أدى إلى انهيار الهيكل الأساسي وتدمير ممتلكات محيطة، وتواصل الجهات المسؤولة الآن عمليات حصر وتقييم الأضرار.
تفاصيل البلاغ والتعامل الفوري
بدأت الواقعة بتلقي غرفة عمليات النجدة ومركز السيطرة للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بلاغًا يفيد بنشوب حريق في مخازن للخشب بعزبة بلال.
وعلى الفور، دفعت مديرية أمن القاهرة بعدد كبير من سيارات الإطفاء والإسعاف إلى موقع الحريق، وتم فرض كردون أمني لمحاصرة النيران ومنع امتدادها إلى المناطق السكنية المجاورة.
أسباب الحريق وخسائره الأولية
وكشفت التحريات الأولية أن الحريق نشب جراء انفجار أنبوبة بوتاجاز داخل أحد المخازن، مما تسبب في اشتعال النيران وانتقالها بسرعة إلى المخازن المجاورة.
وأسفر الحريق عن خسائر مادية كبيرة تُقدّر بالملايين، حسب مصدر مطلع بمحافظة القاهرة، وأكد أن بعض المنشآت السكنية ومسجدًا تعرضوا لأضرار بالغة.
مخازن مخالفة وصادر بحقها قرارات إزالة
المصدر ذاته أشار إلى أن المخازن التي التهمتها النيران كانت مخالفة وصادر بشأنها قرارات إزالة منذ فترة، وكانت هناك دراسة أمنية جارية لتنفيذ تلك القرارات، إلا أنها لم تُنفذ حتى الآن.
إصابات واختناقات
رغم عدم وجود وفيات، إلا أن الحادث أسفر عن بعض حالات الاختناق بسبب تصاعد الأدخنة الكثيفة، من بينها إصابة أحد أفراد الحماية المدنية أثناء عمليات الإطفاء، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
مواصلة أعمال الإطفاء والتبريد
استمرت أعمال الإطفاء باستخدام 15 سيارة إطفاء وعدد من اللوادر لرفع الركام وفتح ممرات داخل الموقع، فيما تبذل قوات الحماية جهودًا مضنية لتبريد أماكن النيران المتبقية لمنع اشتعالها مجددًا.
لجنة هندسية لحصر التلفيات والتعويضات
ومن المنتظر أن تُشكل لجنة هندسية لمعاينة العقارات والمنشآت المتضررة، للتأكد من السلامة الإنشائية وتحديد مدى تأثرها بالحريق.
كما ستقوم مديرية التضامن الاجتماعي بحصر الخسائر تمهيدًا للنظر في سبل تعويض المتضررين.
وتابع اللواء الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، تطورات الحريق ميدانيًا، مشيدًا بجهود رجال الحماية المدنية في سرعة السيطرة على الحريق وتقليل الخسائر.
ولا تزال أعمال التبريد والرفع مستمرة بالموقع حتى الآن، وسط تواجد أمني مكثف لضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
أثار الحريق دعوات ملحة لتطبيق إجراءات وقاية أكثر دقة وصرامة بمناطق الورش والمغالق، خصوصًا تلك الواقعة وسط التجمعات السكانية. ويشدد الخبراء على أهمية الرقابة الدورية، التأكد من سلامة التمديدات الكهربائية، فضلًا عن تجهيز المنشآت بوسائل إنقاذ وإطفاء حديثة. تأتي هذه الحادثة كجرس إنذار يدعو الجميع لاتخاذ تدابير وقائية شاملة للحد من مخاطر الحرائق وتحقيق أعلى معايير الأمان.
جاءت نتائج التحقيقات الأولية لتشير إلى أن مسببات الحريق قد تتنوع بين إخفاق في الالتزام بمعايير السلامة أو عطل كهربائي. وأعطت الحادثة دروسًا قاسية حول ضرورة توعية العاملين والملاك بأهمية الالتزام بالتعليمات الوقائية، وتعزيز الاستعداد للتعامل مع الطوارئ.
0 تعليق