الإثنين 19 مايو 2025
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
بوابة العرب

رصد تقرير لوكالة أنباء أسوشيتيد برس الوضع المأسوي في قطاع غزة وسط الحصار الإسرائيلي الذي يدفع القطاع نحو المجاعة ووسط شعور بالعجز يسيطر على عمال الإغاثة.
وقالت الوكالة إن حالتين قد دفعتا أخصائية التغذية رنا صبح إلى حافة الانهيار. أولا، تم نقل امرأة على وجه السرعة إلى غرفة الطوارئ في غزة بعد تعرضها للإغماء أثناء إرضاع مولودها الجديد. والتي أخبرت صبح أنها لم تأكل منذ أيام.
في اليوم التالي،في منشأة طبية أخرى وجدت صبح طفلا يبلغ من العمر عاما واحدا يعاني من سوء تغذية حاد، ووزنه 5 كيلوجرامات (11 رطلا)، أي أقل من نصف الوزن الطبيعي. ولم تنبت له أي أسنان وكان ضعيفا جدا لدرجة أنه لا يستطيع البكاء. كانت أمه تعاني أيضا من سوء التغذية، وكأنها"هيكلا عظميا مغطى بالجلد، وعندما طلبت الأم الطعام، بدأت صبح في البكاء بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وأضافت أن شعورا بالعجز سيطر على صبح.. وقالت إنها أحيانا تعطي القليل من المال أو بعضا من طعامها. غير أنها الآن تعاني أيضا.
ووصفت خبيرة التغذية إحساسها قائلة "هذا أسوأ شعور، أن ترغب في المساعدة لكنك تعلم أنك لا تستطيع. تمنيت لو أن الأرض تنشق وتبتلعني"، تساءلت "ما هي المشاهد الأكثر قسوة التي يحتاج العالم أن يراها؟"
أشارت أسوشيتيد برس إلى أنه بعد أشهر من محاولات دق ناقوس الخطر، يخيم الغضب والإحباط والرعب على العاملين في المجال الإنساني بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ قرابة ثلاثة أشهر. وتحدثت الوكالة إلى أكثر من اثني عشر عامل إغاثة -بعضهم يتمتع بخبرة سنوات في حالات الطوارئ حول العالم- وفلسطينيون عملوا خلال هذه الحرب وغيرها. فهم يقولون إن ما يحدث في غزة كارثة، من بين أسوأ ما رأوه على الإطلاق. إنها أكثر إيلاما -حسبما قالوا- لأنها من صنع الإنسان، سببها قطع إسرائيل جميع إمدادات الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات عن القطاع قبل نحو 11 أسبوعا.
وحذرت أعلى سلطة عالمية في مجال أزمات الغذاء الأسبوع الماضي من مجاعة ما لم يرفع الحصار. وأضافت أن جميع السكان تقريبا -البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة- يعانون من سوء تغذية حاد، وأن واحدا من كل خمسة فلسطينيين على شفا المجاعة.
وفي الوقت ذاته يصارع عمال الإغاثة أيضا في مواجهة خطوات إسرائيل والولايات المتحدة لفرض نظام مساعدات جديد، رغم اعتراضاتهم. وتقول إسرائيل إن النظام سيقتصر على توزيع المساعدات في مواقع قليلة ويضعها تحت إشراف مقاولين خاصين مسلحين، في حين يقول العاملون في المجال الإنساني إنه لن يلبي احتياجات غزة وينتهك المبادئ الإنسانية. وتنفي الأمم المتحدة حدوث تحويل كبير في المساعدات.
وأكد العمال أنه ينبغي السماح لهم بأداء عملهم، حيث يوجد حوالي 170 ألف طن متري من المساعدات -بما في ذلك الغذاء- في شاحنات على بعد أميال قليلة، داخل إسرائيل.
من جانبها،قالت راشيل كامينجز، وهي منسقة الطوارئ في منظمة "أنقذوا الأطفال" في غزة: "يتمتع المجتمع الإنساني بخبرة واسعة ودراية واسعة في مجال معالجة سوء التغذية". لكننا "بحاجة إلى إدخال الغذاء إلى غزة ولوقف هذا الهجوم المتعمد على الأطفال في جميع أنحاء غزة".
0 تعليق