عامل باليومية صباحًا ولاعب طائرة مساءً.. يحيى شعبان نجم الاتحاد الذي يحمل الحياة بكفَّين من الكفاح في زحام الحياة كثيرًا ما تخفى القصص الحقيقية خلف الأضواء وتهمش البطولات التي لا تراها الكاميرات واليوم يروى لنا يحيى واحدة من هذه القصص النادرة .
استطاع يحيى شعبان لاعب الكرة الطائرة بنادي الاتحاد السكندري والبالغ من العمر 27 عام والمقيم فى كوم حمادة بالبحيرة، أن يجسد نموذجًا صادقًا لمعنى الكفاح الحقيقي حيث جمع بين قسوة الحياة وبطولة الرياضة في آن واحد دون أن يفقد الأمل .
قصة نجاح تروى بالعرق والإصرار
يحيى لا يعيش حياة الرياضيين التي يراها الناس في وسائل الإعلام ولا يتلقى عقودًا ضخمة ولا تلاحقه الكاميرات لكنه يلاحق يوميًا شمسًا جديدة تحمل له الأمل في رزق حلال وحلم لم يُطفأ.
يبدأ يومه قبل أن تشرق الشمس حيث يعمل كعامل باليومية في أحد الحقول الزراعية يجمع الفاكهة مقابل 200 جنيه يكابد مشقة العمل البدني الشاق ويتحمل ساعات من التعب تحت أشعة الشمس فقط ليؤمن لطفلته المريضة أدويتها ورعايتها.
طفلته التي تحتاج إلى رعاية صحية خاصة تقف في قلب قصته كدافع يومي لا يتوقف هي لا تعلم الكثير عن صراعات والدها و لكنها تنتظر ابتسامته في نهاية كل يوم ولكنه يقاتل من أجل أن ليمنحها تلك الابتسامة ولو كلفه ذلك عرقاوجهدًا مضاعفًا.
نجم بلا أضواء
بعد انتهاء عمله الشاق في الحقل لا يعود يحيى إلى منزله للراحة بل يبدل ملابسه ويتوجه مباشرة إلى نادي الاتحاد السكندري حيث يتحول من العامل الكادح إلى اللاعب المقاتل في الملعب.
وهناك لا يقل عطاؤه عن عطائه في الحياة اليومية فهو عنصر أساسي في فريق الكرة الطائرة وقد ساهم بجهد وإصرار في وصول الفريق إلى نصف نهائي بطولة الكرة الشاطئية و في إنجاز رياضي يحسب له ولزملائه.
اللافت في قصة يحيى ليس فقط قدرته على التوفيق بين العمل والرياضة بل صموده النبيل في وجه الحياة ولم يستسلم للظروف ولم ينتظر من ينقذه بل صنع لنفسه طريقًا شاقا ومضيئًا في آنٍ واحد وهو يمثل آلاف الشباب الذين يقاتلون بصمت دون أن يسمع لهم صوت أو تمنحهم الشهرة فرصة و لكنهم يستحقون أن يكونوا في مقدمة المشهد.
في زمنٍ صارت فيه النجومية تقاس بعدد المتابعين على وسائل التواصل يحيى شعبان يعلمنا أن هناك نوعًا آخر من البطولة و البطولة التي تقاس بنبض أب يركض لأجل طفلته وعرق لا يتوقف وإرادة لا تلين.
واخيرأ يختتم يحيى قصته البطولية ويقول: رسالتى لكل الشباب لم يكن الاستسلام للظروف هو الحل وبالعمل الجاد سوف ساتتمكن من الانتصار الحقيقى .
ورسالة لكل من يعتقد أن الظروف هي من تحدد المصير فبين العمل الشاق في الحقول والعطاء اللامحدود في الملاعب كنت قصتى وتحياتى .
واختتم قائلا: واخيراً نفسي احقق حلمى واوصل للعالمية فى مجالى الرياضى .







0 تعليق