أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على التزام مصر بتعزيز التنمية الرقمية من خلال مبادرة “قدوة.تك”، التي نجحت في تمكين أكثر من 30 ألف سيدة في مختلف المحافظات. هذه المبادرة تشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجية مصر الرقمية، التي بدأت منذ أكثر من سبع سنوات، بهدف بناء مجتمع رقمي شامل يمكن فيه المواطنين من استخدام التكنولوجيا في جوانب حياتهم اليومية. خلال خطابه في الاحتفالية السنوية الخامسة للمبادرة، أبرز الوزير كيف ساعدت هذه البرامج في تطوير مهارات رقمية للسيدات، مما يدعم الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي لهن.
بناء القدرات الرقمية لأكثر من 30 ألف سيدة
منذ انطلاق مبادرة “قدوة.تك” قبل ست سنوات، تم تدريب أكثر من 30 ألف سيدة من خلال برامج تكنولوجية متقدمة تتناسب مع احتياجاتهن المهنية والمجتمعية. هذه المبادرة، التي تتوافق مع اليوم العالمي للاتصالات تحت شعار “المساواة بين الجنسين في التحول الرقمي”، ركزت على تنمية المهارات الرقمية مثل التسويق الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية. كما أسهمت في تخريج 55 رائدة معرفة ساعدن في نقل هذه المهارات إلى أكثر من 16 ألف سيدة أخرى، مما يعزز الوعي المجتمعي بالتكنولوجيا الحديثة. الوزير أكد أن هذه الجهود ليست محدودة، بل تشمل توسيع البرامج لتشمل المزيد من المناطق، مع التركيز على نماذج ناجحة من السيدات اللواتي حوّلن مهاراتهن إلى فرص عمل مستدامة.
تعزيز تمكين المرأة في عصر التحول الرقمي
تعكس المبادرة نجاحًا ملحوظًا في تعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة المصرية، حيث ساهمت في رفع الوعي بالتكنولوجيا المالية الرقمية والشمول المالي من خلال أكثر من 100 فعالية توعوية. خلال الاحتفالية، ألقى نائب ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كلمة أشاد فيها بالشراكات مع وزارة الاتصالات، التي ساعدت في خلق فرص عمل وتعزيز المساواة بين الجنسين وفق أهداف التنمية المستدامة. كما قدمت مستشارة الوزارة عرضًا لأبرز الإنجازات، مشددة على الحلول الرقمية المبتكرة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والتي وفرت فرص دمج النساء في الاقتصاد الرقمي المحلي والدولي. الرؤية المستقبلية للمبادرة تشمل توسيع التدريب ليشمل فئات جديدة مثل ذوات الإعاقة وخريجات التعليم الفني، مع تنظيم معسكرات تدريبية وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص.
في ختام الاحتفالية، تم تكريم خبراء وشركاء محليين ودوليين لجهودهم في دعم المهارات الرقمية، إلى جانب تكريم نماذج ناجحة من السيدات اللواتي أسسن نموذجًا مجتمعيًا يعتمد على نقل المعرفة بين بعضهن البعض. جلسة نقاشية بعنوان “تعزيز الشراكات المجتمعية لاستدامة الأثر” جمعت خبراء من مؤسسات مثل مجلس التصدير للصناعات والحرف اليدوية، حيث ناقشوا التحديات والفرص لدعم السيدات، مع التأكيد على أهمية التوثيق الرقمي وحماية الملكية الفكرية للحرف التراثية. هذه الجهود تجسد التزام وزارة الاتصالات ببناء الإنسان وتعزيز الابتكار الرقمي، مما يساهم في تحقيق تنمية مستدامة ويضمن استمرارية تأثير المبادرة في تعزيز دور المرأة في الاقتصاد الرقمي. مع توسيع النطاق، يتوقع أن تشمل المبادرة مزيدًا من البرامج المتكاملة لتعزيز الشمول الرقمي ودعم ريادة الأعمال للسيدات في مصر.
0 تعليق