مختصون يحذرون: تسلط المشرفين يعزز مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية لدى الموظفين

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في العصر الحالي، أصبحت قضية الصحة النفسية في بيئة العمل أكثر أهمية مع تزايد الضغوط اليومية. المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية يدعو الجهات المعنية إلى الانضمام إلى برنامج “سفراء الصحة النفسية في بيئة العمل”، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي وتقليل مخاطر الإجهاد. هذا البرنامج يأتي كرد فعل للتحديات التي تواجه الأفراد في أماكنهم المهنية، حيث يمكن أن تؤثر العوامل السلبية على حياتهم اليومية بشكل كبير.

مخاطر الصحة النفسية في بيئة العمل

من بين العوامل الرئيسية التي تهدد الصحة النفسية في المؤسسات، يبرز التضارب بين متطلبات العمل والحياة المنزلية، إلى جانب تسلط المشرفين أو نقص المهارات اللازمة للأداء. كما تشمل هذه المخاطر أعباء العمل الزائدة، ونقص الموظفين، والعمل لساعات طويلة غير مرنة، بالإضافة إلى ظروف مادية غير آمنة. ثقافة السلوكيات السلبية في الجهة، مثل الدعم المحدود من الزملاء أو انتشار العنف والتنمر، تعزز من الإحساس بالإقصاء والتمييز. كذلك، عدم وضوح الدور الوظيفي أو ضعف الأمان الوظيفي، إلى جانب نقص الأجور أو عدم الاستثمار في التطوير، كلها عوامل تؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية، مما يهدد الاستقرار العام للموظف.

الآثار السلبية للضغوط المهنية على الرفاهية النفسية

يشير الخبراء إلى أن الضغوط في بيئة العمل تؤدي إلى تأثيرات نفسية واسعة النطاق، حيث يمكن أن تتسبب في مشاعر القلق والتوتر المزمن. على سبيل المثال، قد يواجه الموظفون صعوبة في التأقلم مع تقلبات الواقع المهني، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس أو الشعور بالهزيمة. في بعض الحالات، تظهر أعراض مثل الاكتئاب، والانطواء، والانسحاب من المواقف اليومية، بالإضافة إلى ضعف الأمن النفسي الذي يدعم الاستقرار الوظيفي. هذه التأثيرات ليس محصورة على المستوى الشخصي، بل تمتد إلى الحياة الأسرية والاقتصادية، حيث تهدد الاستقرار العام.

علاوة على ذلك، فإن ضعف الصحة النفسية يعكس تأثيرات عملية على المؤسسات نفسها. الممارسات السلبية، مثل سوء التواصل من قبل المشرفين أو التنمر، تؤدي إلى ارتفاع معدلات التظلمات والتقاضي العمالي، مما يزيد من الأعباء الإدارية والمالية. هذا يؤثر سلباً على الإنتاجية، حيث تزداد حالات التغيب عن العمل وتتأخر تحقيق الأهداف المؤسسية. من هنا، يُشدد على أهمية تبني ثقافة داعمة للصحة النفسية من خلال تدريب المشرفين على مهارات التواصل الاحترافي والإنساني. هذا النهج ليس فقط يقلل من النزاعات، بل يعزز كفاءة المنظمة بشكل عام، مما يجعل بيئة العمل أكثر أماناً وإيجابية.

في الختام، تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل يتطلب جهوداً مشتركة من الأفراد والمؤسسات. من خلال مواجهة هذه المخاطر بشكل مباشر، يمكن تحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية، مما يساهم في تعزيز الرفاهية العامة وتحقيق الاستدامة في الأداء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق