بين ضغط واشنطن ومأساة غزة.. مساعدات رمزية لا توقف الاجتياح

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد نحو شهرين من الحصار المشدد، و19 شهراً من الحرب المتواصلة، استجابت إسرائيل لضغوط أمريكية متصاعدة، ووافقت على تمرير مساعدات إنسانية محدودة إلى قطاع غزة، شملت غذاءً للأطفال الرضع، في خطوة وصفتها وسائل إعلام عبرية بأنها جاءت إثر «ضغط حقيقي» من واشنطن، التي لم يعد بوسعها تجاهل «مشاهد المجاعة الجماعية» كما عبّر عن ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

عملية برية في غزة

هذه الخطوة الإنسانية، التي اتخذت طابعاً رمزياً أكثر من كونها تحوّلاً في السياسات، جاءت في وقت كانت فيه إسرائيل قد بدأت عملية برية موسعة في أنحاء القطاع، وفيما أكد نتنياهو مجدداً عزمه «السيطرة الكاملة» على غزة، لم يكن هناك ما يدل على أن المساعدات المعلنة قد تنذر بتغيير حقيقي في نهج الحرب، بل ربما تمثل غطاءً مؤقتاً أمام الانتقادات الدولية المتزايدة.

وزارة الخارجية الإسرائيلية بدورها أصدرت بياناً مقتضباً أعلنت فيه بدء تسهيل دخول شاحنات تحمل طعاماً مخصصاً للأطفال، مع تعهّد بالسماح في الأيام القادمة بعبور عشرات الشاحنات الأخرى، لكن هذه المبادرة جاءت متأخرة أمام مشهد إنساني كارثي، تجسده صور الأطفال الذين يسيرون وسط الخراب حاملين قدور المعونة من مراكز التوزيع، كما حدث في جباليا شمال القطاع.

إدانة السعودية للتصعيد

التحرك الإسرائيلي لم يمر دون موجة تنديد واسعة، فقد أدانت المملكة العربية السعودية، بعبارات واضحة وقوية، التصعيد العسكري الإسرائيلي، معتبرة أنه يتناقض تماماً مع إرادة المجتمع الدولي ومبادئ القانون الدولي الإنساني، خاصة في ظل استهداف شمال وجنوب غزة على السواء، في ما بدا أنه تصعيد ممنهج يتجاوز الأهداف العسكرية إلى إعادة صياغة الواقع الميداني بالقوة.

من الجانب الأميركي، كشفت مصادر لموقع «أكسيوس» أن نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، كان يعتزم التوجه إلى إسرائيل، لكنه ألغى خططه بعد توسيع إسرائيل لعمليتها العسكرية. وهو ما قد يُقرأ كرسالة امتعاض دبلوماسي، وإن غير معلنة رسمياً، تعكس حجم الحرج الأميركي من السياسات الإسرائيلية المتصلبة، التي باتت تُثقل كاهل الإدارة الأميركية داخلياً وخارجياً.

ما بين مشاهد الطفولة المشردة والمساعدات المتأخرة، وما بين الضغوط الأميركية والمضي في الاجتياح البري، يتجلى التناقض الحاد بين لغة التعاطف الإنساني والممارسة العسكرية، مما يجعل مستقبل القطاع أكثر غموضاً، ويطرح أسئلة كبرى حول جدية أي مساعٍ دولية للتهدئة أو الحل.

 

الحرب على غزة

اندلعت الحرب الحالية في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، عقب عملية مفاجئة نفذتها كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، داخل أراضي جنوب إسرائيل، وأُطلق عليها اسم "طوفان الأقصى"، أسفرت عن مقتل وإصابة وأسر مئات الإسرائيليين، ردت إسرائيل بشن عملية عسكرية واسعة أسمتها "السيوف الحديدية"، شملت قصفاً مكثفاً جواً وبحراً وبراً، تبعه حصار خانق على القطاع.

تسببت الحرب في دمار واسع للبنية التحتية، ووقوع آلاف القتلى والجرحى، غالبيتهم من المدنيين، إلى جانب تهجير جماعي، خصوصاً من شمال القطاع إلى جنوبه، كما استهدفت القوات الإسرائيلية مرافق صحية وتعليمية ومخيمات للنازحين، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة دفعت الأمم المتحدة لوصف الوضع بأنه "كارثي وغير مسبوق".

ورغم المناشدات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية بزعم القضاء على "حماس"، فيما تؤكد الفصائل الفلسطينية أن استمرار العدوان لن يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، بل يزيد من تأجيج الصراع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق