في مشهد غير متوقع على الإطلاق، أصبحت دمية صغيرة تُدعى "لابوبو" (LaopoPo) بطلة ضجة عالمية، بعدما غزت الأسواق الغربية بشكل أثار الاستغراب والدهشة، وتحوّلت إلى رمز ثقافي جديد قادم من الشرق، قلبت موازين التجارة الإلكترونية، وأشعلت جدلًا سياسيًا وتجاريًا على أعلى المستويات.
فقد باتت دمية ذات ملامح صينية تقليدية وعبارات ساخرة، بين ليلة وضحاها أكثر ما يُباع على الإنترنت في أمريكا وبريطانيا، وتحوّلت إلى ظاهرة شبابية وإلكترونية تهدد مكانة الثقافة الغربية، بل واستُخدمت في هجوم رمزي على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

دمية صينية ساخرة تحقق أرقام مبيعات مرعبة
تجسد دمية "لابوبو"شخصية سيدة صينية مسنة ذات وجه ساخر، وملامح مبالغ فيها، وجمل مرسومة على ملابسها تحمل سخرية من مفاهيم مثل الرأسمالية والجمال الغربي والهيمنة الثقافية.
وقد بدأ انتشارها أولًا على منصات التجارة الإلكترونية مثل "علي إكسبرس" و"تيك توك شوب"، حيث انبهر بها المستخدمون بسبب طرافتها وسعرها الرخيص مقارنة بالدُمى الغربية.
وفي غضون أسابيع، حققت لابوبو مبيعات تجاوزت مئات الآلاف من القطع، وبدأت تظهر في مقاطع فيديو تُستخدم للسخرية من السياسة الأمريكية، وفي بعض الحالات، كُتبت على ملابسها عبارات تهكمية من ترامب نفسه، مثل "أنا أذكى منك يا ترامب" و"المستقبل آسيوي"، مما أثار موجة غضب بين المحافظين الأمريكيين.

دمية لابوبو تشغل أزمة في بريطانيا وتسبب بإغلاق بعض المتاجر
أدى انتشار دمية لابوبو الصينية، إلى موجة شرائية هستيرية، خصوصًا بين الشباب الذين اعتبروها رمزًا للتمرد على قيم الاستهلاك والموضة الغربية، فيما اضطر متجر "كليرز" البريطاني الشهير لإغلاق بعض فروعه مؤقتًا بعد تهافت الزبائن لشراء نسخ مقلدة أو مستوردة من "لابوبو"، بينما أعربت شركات اللعب البريطانية عن قلقها من تأثير هذه الدمية على سوق الدُمى المحلية.
وجدير بالذكر أن الدمية الصينية لم تكن مدعومة من حملات تسويقية كبرى، ولكن انتشرت بقوة الدفع الجماهيري عبر "الميمز" ومقاطع الفيديو الساخرة، ما جعلها مثالًا واضحًا على كيف يمكن للثقافة الشعبية الصينية أن تُنافس، بل وتتفوق، على نظيرتها الأمريكية.

ترامب يرد على انتشار دمية لابوبو والسفارة الصينية تُعلق
لم يتأخر رد ترامب كثيرًا، فخلال تجمع انتخابي أخير، قال ساخرًا: "الآن الصين ترسل لنا دُمى تسخر منا! ما الذي تبقى لنا؟"، واعتبر أن لابوبو جزء من "حرب ناعمة" تشنها الصين ضد القيم الأمريكية، أما السفارة الصينية في واشنطن فقد نفت أي علاقة للحكومة بهذه الظاهرة، ووصفتها بـ"نتاج عفوي للتنوع الثقافي الشعبي".
0 تعليق