استقبل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، برئاسة اللواء خيرت بركات، وفداً من المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي برئاسة الدكتور أنطوان بيتي. جاءت هذه الزيارة في سياق تعزيز الروابط التاريخية بين مصر وفرنسا، خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، والتي رفعت العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. تشمل هذه الشراكة توقيع اتفاقيات متنوعة في مجالات بحثية وتنموية، مما يعكس عمق التعاون الثنائي الممتد عبر عقود.
شراكة علمية بين الإحصاء والمركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي
تُمثل هذه الزيارة تتويجاً لسنوات من التعاون الفعال بين الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والمركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي (CNRS)، الذي يعود إلى عام 1993. تم توقيع اتفاقية جديدة في سبتمبر الماضي في فرنسا، والتي تشكل نقلة نوعية في مجالات البحث المشترك، مثل العلوم الإنسانية الرقمية، التحليل الجغرافي، والبحوث متعددة التخصصات. خلال الزيارة، ألقى اللواء خيرت بركات كلمة ترحيبية، موضحاً أهمية تعزيز التعاون العلمي في مواجهة التحديات العالمية المتسارعة، مع الالتزام ببنود الاتفاقية لضمان النجاح. حضر الاجتماع ممثلون بارزون مثل ماري جي، مديرة معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية، وستيفان بوردان، المسؤول عن بحوث علم الآثار، إلى جانب فريدريك لاجرونج والهالة بيومي، المتخصصة في العلوم الإنسانية الرقمية. شكر بركات وزارة الخارجية المصرية، ممثلة في السفير محمد المهدي، على دورها في تسهيل هذه الشراكات.
تعاون بحثي مشترك بين مصر وفرنسا
من جانبه، أكد الدكتور أنطوان بيتي أن هذه الزيارة تعبر عن شراكة طموحة وليست مجرد خطوة رسمية، حيث تركز اتفاقية الشراكة العالمية على ثلاثة محاور رئيسية: إعداد الأطلس الاجتماعي والاقتصادي لمصر، تعزيز تبادل المعارف، وتوظيف البيانات الإحصائية المتراكمة. يبرز في هذا السياق مشروع “الأطلس الإلكتروني التفاعلي لمصر”، الذي يهدف إلى إنشاء منصة رقمية متقدمة لتحليل البيانات الجغرافية، الديموغرافية، الاجتماعية، والاقتصادية. هذا المشروع يدعم صناع القرار ويسهل الوصول إلى المعلومات للباحثين والمواطنين، مما يعزز الابتكار والدقة في التحليلات. إن هذه الشراكة تعكس التزاماً بالتطورات التكنولوجية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والجغرافيا الرقمية، لفتح آفاق جديدة في المعرفة. بالفعل، يساهم هذا التعاون في بناء مستقبل أكثر استدامة، حيث يجمع بين الإحصاءات الرسمية والعلوم الاجتماعية لإنتاج بيانات أكثر عمقاً ونفعاً. في خضم التحديات العالمية، يظل هذا التعاون نموذجاً للعلاقات الدولية المتوازنة، مما يعزز دور مصر كمركز إقليمي للبحث والابتكار. ومع استمرار تبادل الخبرات، يتوقع أن يؤدي هذا التعاون إلى نتائج ملموسة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مما يعزز الروابط بين البلدين على المدى الطويل.
0 تعليق