انطلاق منتدى عالمي بمدينة العيون

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ترأس عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، الثلاثاء، حفل افتتاح فعاليات النسخة الثالثة من منتدى العيون الدولي للزراعة البيوسالينية والزراعة في الأراضي القاحلة (LAFOBA3)، المنظم من طرف المعهد الإفريقي للبحث في الزراعة المستدامة (ASARI) التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بشراكة مع مؤسسة فوسبوكراع والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA).

يستعرض هذا الحدث العلمي، الذي استقبل أكثر من 300 باحث وخبير وصانع قرار من 25 دولة، على مدى ثلاثة أيام، أحدث الابتكارات في مجال الزراعة البيوسالينية، ويشكل فضاء لتبادل الخبرات حول سبل التكيّف مع التغيرات المناخية ومناقشة التحديات المرتبطة بتدهور التربة وندرة المياه في المناطق الجافة بالقارة الإفريقية.

ووفق المنظمين، فإن دورة هذا العام تميزت بمشاركة نوعية من حيث عدد المساهمات العلمية؛ إذ ينتظر أن تعرض خلال أشغال المنتدى أكثر من 200 ورقة بحثية تمثل 55 بلدا، موزعة على 11 محورا تتناول الزراعة المقاومة للملوحة، ونجاعة نظم الري، ورسم خرائط التربة، والزراعات الذكية مناخيا، بالإضافة إلى جوانب اجتماعية واقتصادية وسياسات عمومية موجهة للبيئات الهشة.

ومن المقرر أيضا أن ينظم المنتدى 125 عرضا شفويا، و17 محاضرة رئيسية يُلقيها خبراء عالميون، إلى جانب 35 جلسة ملصقات علمية، تجمع بين التبادل المعرفي الحضوري والافتراضي، في مسعى لتقريب البحوث من صناع القرار والمجتمعات المحلية.

في هذا الصدد، قال البروفيسور مارك تيستر، أستاذ علوم النباتات بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالمملكة العربية السعودية، إن الزراعة البيوسالينية تكتسي أهمية خاصة في منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط، سواء في المغرب أو السعودية، نظرا لتوفر المياه المالحة وانتشار الأراضي المتأثرة بالملوحة، مضيفا أن “هذه المعطيات تفرض ضرورة التوجه نحو حلول مبتكرة في ظل التغيرات المناخية والزيادة المطردة في عدد السكان”.

وأوضح تيستر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن التقدم المحرز في التقنيات الحديثة، خصوصا على مستوى تكنولوجيا المعلومات وعلوم الجينوم، يفتح آفاقا واسعة أمام تحسين أداء المحاصيل الزراعية، مبرزا أن “أبحاثه الحالية تركز على الطماطم، من خلال تطوير أصول جذرية باستخدام تقنيات جينية متقدمة بهدف تعزيز قدرتها على التكيف مع البيئات الصعبة”.

وأعرب العالم المتخصص في علوم النباتات عن رغبته في توسيع نطاق التعاون البحثي مع الخبرات المغربية، لا سيما في مجال إدخال تقنيات التطعيم في زراعة الطماطم، باعتبارها مدخلا لتحسين المردودية وتعزيز صمود النباتات في مواجهة التحديات المناخية.

وأكمل البروفيسور مارك تيستر تصريحه لهسبريس بالتأكيد على أن من أبرز مزايا الزراعة البيوسالينية هو تمكينها من استغلال موارد مائية لا تُستخدم حاليا في الأنظمة الزراعية التقليدية، ما يسهم في الحفاظ على المياه العذبة وتوجيهها نحو تلبية احتياجات الأجيال القادمة.

من جانبه، أكد عبد العزيز حريش، باحث في المعهد الإفريقي للبحث في الزراعة المستدامة (ASARI) التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن المنتدى الدولي حول ملوحة التربة وندرة المياه، في نسخته الثالثة، يشكل مناسبة علمية هامة للباحثين المغاربة ونظرائهم من داخل الجامعة للتفاعل مع خبراء دوليين مرموقين يشاركون في أشغال هذه التظاهرة.

وأوضح حريش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا الموعد الأكاديمي يتيح للباحثين فرصة ثمينة لاستلهام أفكار جديدة من شأنها تطوير حلول علمية مبتكرة تتلاءم مع خصوصيات المناطق المتأثرة بالملوحة والجفاف، مسلطا الضوء على نجاح عدد من المشاريع البحثية التي انصبت على إدخال وتكييف محاصيل نباتية جديدة، من بينها أنواع من الأعلاف التي أظهرت قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية.

وشدد حريش على أن هذه التجربة بلغت حاليا مرحلة توسيع نطاق الزراعة، بتعاون وثيق مع الفلاحين في مناطق مختلفة من المملكة، خصوصا تلك المتضررة من الملوحة والجفاف، سواء في الشمال أو في الأقاليم الجنوبية، مؤكدا أن “مؤشرات إيجابية تسجل على مستوى القبول والانخراط الفعلي في تبني هذا الصنف النباتي”.

ويأتي تنظيم “LAFOBA3” في سياق إقليمي ودولي تتزايد فيه التحديات المرتبطة بملوحة التربة والجفاف؛ إذ تظهر الإحصاءات أن أزيد من مليار هكتار من الأراضي حول العالم أصبحت متأثرة بمستويات مقلقة من الملوحة، ما ينعكس سلبا على الأمن الغذائي والموارد البيئية، خاصة داخل الأقاليم الجافة في إفريقيا.

حري بالذكر أن المنتدى يعكس التزام المغرب بدعم البحث العلمي وربط المعرفة بالواقع الميداني، بحيث أضحى منصة دولية للتفكير الجماعي وتبادل التجارب حول سبل تعزيز صمود النظم الزراعية، في أفق تحقيق تنمية زراعية مستدامة وعادلة، تستند إلى حلول مبتكرة تنبع من واقع القارة الإفريقية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق