قال الكاتب الصحفي محمد الشرقاوي، المتخصص في الشأن التعليمي، إن الجدل الدائر بين أولياء الأمور حول تغيير منهج اللغة الإنجليزية من "كونكت" إلى "كامبريدج" مبرر، خاصة في ظل إعلان وزارة التربية والتعليم عن مراجعة شاملة للمناهج، بهدف تحسين مستوى الطلاب في اللغة الإنجليزية وربط التعليم بسوق العمل.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد دياب، والإعلامية نهاد سمير، في برنامج "صباح البلد" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن منهج "كونكت"، الذي طُبق منذ عام 2018، لم يحقق الهدف المرجو منه، مشيرًا إلى أن الطلاب اعتادوا على الحفظ دون القدرة على التحدث أو تركيب جمل صحيحة باللغة الإنجليزية.

وأكد أن الكتاب كان يحتوي على ترجمة عربية موازية للنصوص الإنجليزية، مما أضعف قدرة الطلاب على التفكير باللغة المستهدفة.

وأوضح الشرقاوي أن الطالب في مصر يدرس اللغة الإنجليزية لأكثر من 12 عامًا، إلا أن معظمهم يتخرج دون إتقانها، ويواجهون صعوبة في التعليم الجامعي، خاصة في الكليات التي تعتمد على الإنجليزية، وكذلك عند دخول سوق العمل.

وأشار إلى أن التغيير نحو "كامبريدج" لم يُحسم بعد، لكنه يُعد السيناريو الأقرب حال إقرار التعديل، باعتباره منهجًا دوليًا معتمدًا في أكثر من 160 دولة ويدرس في 10000 مدرسة حول العالم.

ونوه إلى أن الدولة تخطط لتطبيق المنهج تدريجيًا بدءًا من رياض الأطفال، وصولًا إلى المرحلة الثانوية، دون المساس بالمراحل التي بدأت بالفعل دراسة "كونكت".

وأوضح أن منهج كامبريدج تدريجي يعتمد على الحوار والتمارين التفاعلية، ويستخدم شخصيات وقصصًا مترابطة لتيسير التعلم، كما يتميز باعترافه دوليًا من قبل الجامعات وأصحاب الأعمال، ما يمنح الطالب أفضلية في سوق العمل.

ولفت إلى أن المناهج الحالية تركز على القواعد النحوية دون تدريب عملي على استخدامها، مما يجعل الطالب غير قادر على التحدث بطلاقة أو التواصل الفعال باللغة، على عكس منهج "كامبريدج" الذي يُعد أكثر توازنًا.

وحذر من تطبيق المنهج الجديد دون إعداد كافٍ، مؤكدًا ضرورة تأهيل المعلمين وتدريبهم على طرق التدريس الحديثة، مشددًا على أهمية تزويد المدارس بمعامل صوتيات ومواد تفاعلية مثل التسجيلات الصوتية لتعليم النطق الصحيح، مشيرًا إلى أن تطوير التعليم لا يقتصر على تغيير المناهج فقط، بل يشمل البيئة التعليمية بالكامل.