كشف تقرير صادر عن وكالة "أسوشيتد برس" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لجأ بشكل موسع إلى استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك وفقًا لشهادات موثقة لجنود إسرائيليين وفلسطينيين.

شهادات صادمة لجنود الاحتلال: "أُمرنا باستخدام المدنيين كدروع بشرية"

أفاد ضابط إسرائيلي بأنه قدّم تقريرين رسميين إلى قياداته توثق الحوادث التي شهدها، بينها حادثة مقتل فلسطيني بالخطأ بعدما أطلق الجنود النار عليه دون أن يعلموا أنه كان يُستخدم كدرع بشري من قبل وحدة أخرى.

وذكر أن بعض الوحدات اقترحت إلباس الفلسطينيين زيًا عسكريًا للتمييز بينهم وبين المقاتلين، لتفادي الأخطاء القاتلة.

وقال أحد الجنود إن وحدته تلقت أوامر مباشرة من ضابط رفيع باستمرار استخدام المدنيين كدروع بشرية، رغم اعتراض بعض الجنود.

وأضاف رقيب إسرائيلي، تحدث بشرط عدم كشف هويته، أن الوحدة استخدمت طفلًا فلسطينيًا يبلغ من العمر 16 عامًا ورجلًا في الثلاثينات لمدة عدة أيام في مهام ميدانية.

مسعود أبو سعيد: "استخدموني درعًا بشريًا أسبوعين في خان يونس"

يروي المواطن مسعود أبو سعيد (36 عامًا) كيف أُجبر على دخول مبانٍ ومستشفيات ومنازل خلال عمليات تفتيش مزعومة عن أنفاق، حيث استُخدم كدرع بشري في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال إنه كان يرتدي سترة إسعاف لحمايته ويحمل أدوات حفر، مشيرًا إلى أنه رأى شقيقه مصادفة في إحدى المهام، وكان الآخر أيضًا يُستخدم كدرع بشري من قبل وحدة مختلفة.

الاحتلال يكرر الممارسات في الضفة: "صوروا الشقق قبل أن ندخل"

وفي الضفة الغربية، تحدثت حزار استيتي من مخيم جنين عن اقتحام قوات الاحتلال منزلها في نوفمبر 2024، وأجبروها على تصوير الشقق من الداخل لتفتيشها قبل دخولهم، بينما تركت طفلها البالغ من العمر 21 شهرًا وحيدًا.

وقالت إنها توسلت للعودة إلى طفلها، لكن الجنود تجاهلوا توسلاتها وسط حالة من الذعر والخوف.

خبراء قانون: "ما يجري انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني"

وأوضح مايكل شميت، أستاذ القانون الدولي في الأكاديمية العسكرية الأمريكية بـ"ويست بوينت"، أن إقناع الجنود باحترام القانون الإنساني الدولي في ظل هذه الممارسات يعتبر تحديًا كبيرًا، لا سيما عندما تكون الأوامر صادرة من القيادات العليا.