تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في بلاد لا تُمنح فيها الألقاب إلا للعظماء، صنع محمد صلاح لنفسه مكانًا بين ملوك الدوري الإنجليزي، لا بل تربّع على عرشه كـ"الملك المصري" الذي غزا ملاعب إنجلترا بفنه، وسحره، وأرقامه التي لا تُصدق. لم يعد صلاح مجرد لاعب عربي يحلم بالنجومية في أوروبا، بل أصبح رمزًا للنجاح، وأيقونة للثبات، وأسطورة تُحفر في ذاكرة البريميرليغ إلى الأبد.
في موسم 2024-2025، كتب محمد صلاح فصلاً جديدًا في كتاب المجد، فصلًا تجاوز حدود الإنجاز الفردي ليصبح حديث جماهير العالم، ومصدر فخر لوطن بأكمله. إنه الملك المصري، الذي لم يأتِ ليمر، بل أتى ليُخلّد.

" title="أرقام قياسية لمحمد صلاح .. بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي 2025" frameborder="0">

موسم استثنائي لا يُنسى

في موسم حمل كل ملامح المجد، أطل محمد صلاح على جماهير البريميرليغ بأداء نادر، مزج فيه بين الحسم، والتأثير، والقيادة. موسم 2024-2025 لم يكن مجرد محطة في مسيرته، بل كان لحظة فارقة، ترسخ مكانته بين عظماء كرة القدم العالمية.
بفضل استقراره البدني والذهني، وتفاهمه الكامل مع منظومة ليفربول، قدم صلاح نسخة متكاملة من النجم القائد، المهاجم القاتل، وصانع اللعب الفذ، ليصنع موسمًا للتاريخ.

أرقام قياسية تكتب اسمه في سجلات الذهب

صلاح أنهى الموسم برصيد 28 هدفًا في 37 مباراة، وقدم 18 تمريرة حاسمة، ليصل إلى 46 مساهمة تهديفية، كأعلى معدل في تاريخ الدوري الممتاز بنظام الـ38 مباراة.
بمعدل 0.76 هدف في كل مباراة، و127 تسديدة بينها 60 على المرمى، لم يكن هناك مدافع يمكنه إيقافه. كما سجل 9 أهداف من ركلات جزاء، لكنه تفوق بوضوح في إنهاء الهجمات من اللعب المفتوح.

الجوائز الفردية.. موسم التتويج بالذهب

تُوّج محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للمرة الثانية في مسيرته، بعد موسم 2017-2018. كما نال جائزة رابطة كتاب كرة القدم الإنجليزية للمرة الثالثة، تأكيدًا على تقدير النقاد لأدائه المتوازن.
وحقق لقب أفضل لاعب في الشهر مرتين، في نوفمبر 2024 وفبراير 2025، وهو ما يعكس استمرارية أدائه طوال الموسم، دون فترات هبوط أو تراجع.

أرقام تاريخية.. صلاح يصنع ما لم يُصنع من قبل

بأرقامه اللافتة، أصبح صلاح أول لاعب في تاريخ البريميرليغ يجمع بين صدارة الهدافين وصانعي الأهداف في موسم واحد. كما أصبح أول من يسجل أكثر من 25 هدفًا و15 تمريرة حاسمة في موسم واحد.
وتفوق أيضًا بكونه أكثر لاعب يسجل ويصنع في 6 مواسم مختلفة، بمعدل 10 أهداف و10 تمريرات حاسمة على الأقل، ليؤكد ثبات مستواه على مدار السنوات.

إنجازات جماعية.. صلاح يقود ليفربول للقمة

لم يكن صلاح مجرد ماكينة أهداف، بل كان قائدًا حقيقيًا لليفربول، حيث قاد الفريق لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي للمرة الـ20 في تاريخه، ليعادل رقم مانشستر يونايتد التاريخي.
ما يجعل هذا الإنجاز أكثر تميزًا هو أن الفريق حسم اللقب قبل 4 جولات من النهاية، وهيمن على البطولة تحت قيادة صلاح الفنية والمعنوية، ليصبح أول لاعب في تاريخ ليفربول يقود الفريق للقب كقائد فعلي.

بين الأساطير.. صلاح في نادي الكبار

بأهدافه التي بلغت 185 هدفًا في البريميرليغ، أصبح صلاح خامس الهدافين التاريخيين للمسابقة، متجاوزًا أسماء كبيرة في سجل الإنجليز.
كما دخل نادي الأساطير من أوسع أبوابه، إذ تفوق على عدد من أساطير ليفربول، وكتب اسمه بين أفضل من ارتدوا القميص الأحمر في تاريخ النادي.

محمد صلاح.. أسطورة خالدة تتجاوز حدود الكرة

محمد صلاح لم يعد مجرد لاعب عربي أو أفريقي، بل بات رمزًا عالميًا للالتزام، والتطور، والقيادة. موسمه الأخير أعاد تعريف معنى النجم الشامل، الذي لا يكتفي بالتسجيل، بل يصنع ويقود ويوحد الجماهير حول حلم واحد.
هو اليوم أكثر من نجم.. إنه أسطورة تُكتب فصولها بالذهب، وتُلهم أجيالًا بأكملها داخل الملعب وخارجه.