شهدت مدينة طنطا بمحافظة الغربية واقعة مأساوية بعدما فارق شاب عشريني الحياة قبل أيام قليلة من موعد زفافه، إثر إصابته المفاجئة بمرض خبيث لم يُكتشف إلا في مراحله الأخيرة.

الشاب شريف سيد البشبيشي، الذي كان يُحضّر لحفل زفافه ويضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات الزواج، ذهب لإجراء التحاليل الطبية الروتينية التي تُطلب عادة ضمن إجراءات ما قبل الزواج، غير أن النتائج قلبت حياته رأسًا على عقب التحاليل، كشفت عن إصابته بسرطان البنكرياس في مرحلة متأخرة، وهي مرحلة لا تُتيح خيارات علاج فعالة، كما أوضح له الأطباء.

صدمة شريف كانت كبيرة، خرج من المركز الطبي في حالة من الذهول وذهب مباشرة إلى والده قائلاً: "اسحب فلوس القاعة.. أنا مش هلحق أتجوز". كلمات بسيطة لكنها كانت بمثابة إعلان لانهيار حلمه في تكوين أسرة وبداية حياة جديدة. الأسرة التي كانت تستعد للفرح لم تجد سوى الحزن بديلًا، فبدأت بإلغاء الترتيبات التي كانت مقررة خلال أيام قليلة.

لم يمض وقت طويل على اكتشاف المرض حتى ساءت حالته بسرعة، ليرحل شريف في صمت تاركًا وراءه حزنًا عميقًا في نفوس أهله وأصدقائه وكل من عرفه. شيعت جنازته في مشهد مهيب شارك فيه المئات من أبناء طنطا الذين ودعوه بالدعاء والدموع، مستذكرين طيبته وخلقه وابتسامته التي لم تكن تفارق وجهه.

قصة شريف سرعان ما انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحولت الصفحات إلى ساحات للنعي والدعاء، وتوالت الرسائل التي عبّرت عن الحزن والأسى، وأكدت على قسوة ما حدث. فقد تحولت أيام الفرح إلى لحظات وداع، وتحطم حلم الزفاف على صخرة المرض القاتل.

يُذكر أن سرطان البنكرياس من الأمراض التي يُصعب اكتشافها في مراحلها المبكرة، إذ غالبًا ما تظهر أعراضه في وقت متأخر، مما يقلل فرص العلاج والشفاء، ويجعله من أكثر أنواع السرطان خطرًا على حياة المصابين به.