تواصل محطة رأس مركز العمانية ترسيخ حضورها العالمي من خلال تحقيق سلسلة من المؤشرات التشغيلية والاقتصادية اللافتة.

ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تعاملت المحطة، منذ بدء تشغيلها في عام 2023 حتى نهاية أبريل/نيسان 2025، مع 491 سفينة، ونجحت في تصدير قرابة 17 مليون طن متري من المشتقات النفطية، في خطوات تؤكد مكانة سلطنة عُمان المتنامية بصفتها مركزًا إقليميًا لوجستيًا للطاقة.

وأظهرت المحطة، التي تُعد إحدى أبرز ركائز البنية التحتية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، قدرتها على تخزين واستيراد أكثر من 950 مليون برميل من النفط الخام خلال المدة ذاتها، مع توفير خدمات لوجستية متكاملة تدعم إستراتيجية سلطنة عُمان للتحول إلى مركز عالمي في قطاع الطاقة.

وتغطي محطة رأس مركز العمانية مساحة تقدر بـ40 كيلومترًا مربعًا، وتتيح سعتها التخزينية استيعاب ما يصل إلى 200 مليون برميل من النفط، خارج مضيق هرمز؛ ما يعزّز من قدرتها على استقطاب شركات النفط العالمية للتخزين طويل الأجل، ويمنح سلطنة عُمان ميزة تنافسية في تجارة النفط العالمية.

وتعكس هذه المؤشرات نتائج التزام الشركة العُمانية للصهاريج "أوتكو" بأعلى معايير التشغيل والسلامة.

وفي هذا الإطار، أكّد المدير التنفيذي للشركة المهندس سالم بن مرهون الهاشمي، أن موقع محطة رأس مركز العمانية الإستراتيجي على خطوط الملاحة البحرية في المحيط الهندي يربطها مباشرة بأسواق آسيا وأفريقيا وأوروبا؛ ما يجعلها محورًا رئيسًا لضمان أمن الطاقة.

أسياد العمانية

في سياق موازٍ، أعلنت أسياد العمانية توسعة جديدة في أسطولها عبر شراء ناقلتين عملاقتين لنقل النفط الخام، بسعة تصل إلى مليوني برميل لكل ناقلة؛ ما يعزز حضورها الإقليمي والدولي في قطاع النقل البحري للطاقة.

وقال الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في شركة أسياد للنقل البحري عماد بن سعيد الخضوري، إن السفينتين الجديدتين تواكبان معايير الحياد الكربوني، وتأتيان ضمن خطة إستراتيجية لاستثمار ما بين 2.3 و2.7 مليار دولار في توسيع الأسطول وتلبية احتياجات السوق المتغيرة.

وأوضح الخضوري أن الأسطول يضم 85 سفينة حتى أبريل/نيسان الماضي، مع توجهات لضم سفن متخصصة في نقل الإيثيلين والأمونيا، فضلًا عن الغاز والنفط الخام، مشيرًا إلى أن الشركة تدير عملياتها من خلال نماذج تشغيل مرنة تشمل عقودًا قصيرة وطويلة الأمد، إلى جانب التعاقدات الفورية.

وأشار إلى أن أسياد العمانية استثمرت بالفعل أكثر من مليار دولار حتى الآن ضمن خطتها التوسعية، تشمل شراء سفن ستدخل الخدمة في عامي 2026 و2027؛ منها سفينتان لنقل الغاز الطبيعي المسال، و4 سفن لنقل النفط الخام، وسفينتان لنقل المشتقات النفطية.

وأفاد بأن الأداء التجاري خلال عام 2024 كان لافتًا من خلال إدارة وتشغيل 38 ناقلة عبر المكتب التجاري في سنغافورة؛ ما يعكس كفاءة أسياد التشغيلية، مؤكدًا أن نسبة التعمين بلغت 90%؛ وهو ما يعزز التزام المجموعة بتمكين الكفاءات الوطنية.

وأضاف الخضوري أن الإيرادات في 2024 جاءت متماشية مع مستويات العام السابق، لكن إستراتيجية التعاقد الجديدة أسهمت في رفع صافي الأرباح بنسبة 30.4%، كما أن التوجه لطرح أسهم الشركة للاكتتاب العام يعكس الثقة العالية بأدائها واستدامة نموها.

شراكات عالمية لتعزيز التكامل اللوجستي

تعمل محطة رأس مركز العمانية على بناء شراكات إستراتيجية لتمكين التحول إلى الطاقة النظيفة؛ إذ أبرمت الشركة العُمانية للصهاريج "أوتكو" اتفاقية مع شركة "فوباك" الهولندية المتخصصة في خدمات التخزين، لتحويل الدقم إلى مركز عالمي في هذا المجال، بما يتماشى مع إستراتيجية مجموعة أوكيو لتأسيس شركة متخصصة في تخزين الجزئيات ومناولتها.

وأكد الهاشمي أن الشراكة تُسهِم في ربط محطة رأس مركز العمانية بالأسواق العالمية، وتوطين أفضل الممارسات، ورفع كفاءة الكفاءات العُمانية، ولا سيما في مجالات تخزين وتصدير الأمونيا والهيدروجين الأخضر، مشيرًا إلى أن الشركة أنجزت عددًا من الدراسات لتأسيس بنى تحتية متقدمة لهذه الخدمات.

وتدعم المحطة حاليًا مصفاة الدقم من خلال خط أنابيب بطول 80 كيلومترًا، إلى جانب منشآت تخزين تشمل 8 خزانات عملاقة، ومنصات عائمة للتصدير، وخطوط أنابيب بحرية بطول 7 كيلومترات، وغرف تحكم حديثة، تتيح للمحطة مزج أنواع مختلفة من النفط الخام وتحميل السفن وتفريغها في أوقات قياسية.

قطاع الطاقة العُماني

يُجمِع الخبراء على أن التناغم بين توسعة محطة رأس مركز العمانية والاستثمار النوعي من جانب أسياد العمانية في قطاع النقل البحري، يعكس رؤية متكاملة لتحويل سلطنة عُمان إلى مركز إقليمي لوجستي للطاقة، ويمهد الطريق لتطوير البنى التحتية والخدمات الداعمة لنمو قطاع الطاقة التقليدية والنظيفة على حد سواء.

ومع استمرار توسّع نطاق الخدمات والمشروعات المرتبطة بالهيدروجين الأخضر والأمونيا، والتحول إلى الشراكات الذكية، تواصل سلطنة عُمان ترسيخ حضورها في سلاسل الإمداد العالمية، مدفوعةً بخطط إستراتيجية طموحة، وتوجهات استثمارية مدروسة تقودها شركات وطنية رائدة مثل "أوتكو" و"أسياد".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: