إبداع بلا حدود| نورهان عابد تروي رحلتها مع الريشة والكلمات.. إعاقتها البصرية لم تمنعها من الإبداع فجمعت بين الفن والشعر

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

_ الإعاقة الحقيقية في الروح والعقل

_ قادرون على ترك أثر جميل في هذا العالم

_ أميل إلى الفن التعبيري والسريالي.. وأتابع محمود سعيد وإنجي أفلاطون

_ الألوان الزيتية تمنحنى القدرة على التعبير بشكل أعمق

_ هناك حاجة أكبر من المؤسسات لدعم الفنانين من ذوي الهمم

_ إقامة معرض شخصي يضم لوحاتي وشعري إحدى أمنياتي

 

 

352.jpg
نورهان عابد 

"الحياة مليئة بالتحديات، ولكن الإبداع هو ما يجعلنا نتغلب على كل الصعاب، وهو اللغة التي نستخدمها للتواصل مع العالم من حولنا. ورحلتي مع الفن والشعر كانت وما زالت مرآة تعكس قوتي وإيماني بأن الفنون لا تعرف حدودًا.. هكذا استهلت نورهان عابد الطالبة بجامعة المنصورة حديثها، وكشفت لـ"البوابة"، حجم التحديات التى مرت بها لتحقيق ما كانت تؤمن به.

وقالت نورهان عابد أنور، طالبة في الفرقة الرابعة بكلية الآداب، قسم الإعلام، شعبة إذاعة وتليفزيون، من محافظة الدقهلية، إنها بدأت حلمها في عالم الفن والشعر منذ الصغر، حيث كانت رحلتها مليئة بالتحديات والإصرار على تحقيق أحلامها.

                                                                                                            

وروت “نورهان”: كان ذلك في الصف الثالث الابتدائي، في إحدى لجان الامتحانات الخاصة. حينها كنت أبحث عن طريقة لتمضية الوقت، فطلبت مني معلمتي أن أرسم بعض الأشياء على ورقة، رسمت وردات وقلوب، وحين رأتها المعلمة، انبهرَت وقالت لي: "كملي، أنتِ مبدعة". ومن تلك اللحظة بدأ شغفي في الفن يتجذر في قلبي.

 

وعن دعم أسرتها لها؛ أكدت "نورهان" أن أسرتها كانت الركيزة الأساسية في دعمها، فوالديها كانوا دائمًا مشجعين لها، موضحة أن والدتها كانت وما زالت الحافز الأكبر في حياتها، فهى تحفزني دائمًا على الإبداع حتى في أصعب الأوقات، وكانت تجد في كلماتها سلاحها للمضي قدمًا.

الفن حياة

وعن حبها للفن التشكيلى، أشارت إلى أن الفن بالنسبة لها ليس مجرد ألوان أو فرشاة، بل هو حياة، هو وسيلتها للتعبير عن نفسها وعن مشاعرها التي لا تستطيع أن تترجمها بالكلمات، ملفتة أنها تعتبر الفن التشكيلي نافذة تطل منها على العالم لتعبر عن كل ما بداخلها، فهو عالمها الذي  تستمد منه القوة.

وقالت "نورهان": أحب متابعة الفنان الكبير محمود سعيد، أعماله تحمل سحرًا خاصًا، تحمل تفاصيل الحياة المصرية بكل جمالها. كما أتابع بشغف الفنانة إنجي أفلاطون، التي تمردت على التقاليد وخلقت لنفسها أسلوبًا فنيًا خاصًا يعبر عن الثورة الداخلية التي كانت تسكنها.

الفن التعبيري والسريالي

لا يتوفر وصف.

وأضافت: أميل أكثر إلى الفن التعبيري والسريالي. الفن الذي يتجاوز حدود الواقع ويخترق الأعماق. أحب أن أكون حرة في التعبير، وأجد في السريالية قدرة على تحويل الأحاسيس الداخلية إلى أشكال مرئية تحاكي العقل والقلب معًا.

وعن كيفية التمييز بين الألوان رغم إعاقتها البصرية، أوضحت: أتعلم الألوان من خلال التجربة واللمس. منذ الصغر، كنت أميز الألوان بواسطة "البراية"، إذ أستطيع تمييز كل سن من سنون البراية وكل لون من ملمسه. بالنسبة للألوان الزيتية والأكريليك، أقوم بلصق رموز هندسية على الأنابيب وأكتب عليها رمزًا خاصًا يساعدني على تمييز كل لون. أما الألوان المائية، فأنا أرتبها في العلبة بطريقة معينة تسهل علي تمييزها.

وتابعت: أحب العمل على الورق الأبيض الكبير لأنه يمنحني مساحة أوسع للتعبير. أما بالنسبة للألوان، فأنا أميل لاستخدام الألوان الزيتية، فهي تمنحني القدرة على الإحساس والتعبير بشكل أعمق.

وكشفت "نورهان" عن التحديات التى واجهتها منذ بداية احتكاكها بالمجتمع حتى الآن، وأكدت أن التحديات بدأت منذ بداية مسيرتها في الصف الرابع الابتدائي، كان الجميع يشك في قدرتها على الرسم بسبب الإعاقة البصرية. لكن في أحد الأيام، رسمت دبدوبًا وقدّمته لمعلمتها، فانبهرَت وأعطتها الدعم الكامل، ومن هنا بدأ المجتمع يقتنع بقدرتها على الإبداع رغم التحديات.

وأوضحت: شاهدت في المجتمع الكثير من الإيجابيات، خاصة من خلال الأشخاص الذين يؤمنون بالاختلاف، الذين شجعوني ووقفوا بجانبي. هناك دائمًا أشخاص يؤمنون بك، ويحتفلون بنجاحاتك، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وكان ذلك دافعًا كبيرًا لي.

وقدمت "نورهان" النصائح للفتيات اللاتي لديهن حلم من ذوى الهمم، قائلة: لا تستسلمى أبدًا، لا تدعى أحدًا يخبرك بأنك غير قادرة،  الإعاقة ليست في الجسد، الإعاقة في الروح والعقل،  إذا آمنتى بنفسك، ستحققى المستحيل.

دعم الفنانين من ذوي الهمم

وبسؤالها عن دور المؤسسات التى تهتم بذوى الاحتياجات الخاصة، أشارت "نورهان" إلى أن بعضها  يقوم بدور جيد في دعم ذوي الإعاقة، لكن لا يزال هناك الكثير من الأماكن التي تحتاج إلى تحسين؛ مؤكدة أن هناك حاجة أكبر لدعم الفنانين من ذوي الهمم، سواء كان ذلك من خلال المعارض أو الورش التي تتيح لهم فرصة التعبير عن أنفسهم،  "نحن بحاجة إلى فرص حقيقية لإثبات قدرتنا".

 

 

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

 

قادرون على إحداث تأثير حقيقي

 

وعن أمنياتها قالت: أتمنى أن أتمكن من إقامة معرض شخصي يضم لوحاتي وشعري، حيث يتعرف الناس على فني بطريقة مختلفة، حلمي أن يصل صوتي إلى أكبر عدد من الناس، وأن أكون قادرة على إحداث تأثير حقيقي.

وأضافت: "بعد الرسم، بدأت أكتشف موهبتي في الشعر. كان الشعر هو وسيلتي للتعبير عن المشاعر التي لا أستطيع أن أراها أو ألمسها. بدأت الكتابة عندما شعرت أن في داخلي كلمات تحتاج إلى أن تُقال، ومن ثم بدأت أكتب.

وتابعت: الفن والشعر هما وسيلتان للتعبير عن نفس الإحساس. الرسم يترجم الصورة التي أراها في عقلي، بينما الشعر يعبر عن كل ما يدور في قلبي. هما يكملان بعضهما البعض.

 

التنظيم مفتاح التوازن

وعن كيفية التوازن بين دراستها وموهبتها، أكدت "نورهان" أن التنظيم هو مفتاح التوازن بين الدراسة والإبداع. من خلال ترتيب وقتها بشكل جيد، فهى تستطيع أن تخصص وقتًا للمذاكرة، وآخر للرسم والكتابة. لكن مهما كانت الصعوبة، فإن الاستمرار في ممارسة ما تحب يجعلها في حالة إبداع دائم.

وعن أكثر كلمات الدعم التى أثرت بها، قالت: مرة قال لي شخص: "أنتِ ترسمين بإحساس لا تراه العين، وهذا أقوى من ألف عين". هذه الكلمات جعلتني أشعر بالقوة، وأكدت لي أن الإبداع لا يتعلق بما تراه العين، بل بما تحسه الروح.

                                                                                                                 واختتمت "نورهان" حديثها: أحب أن أشكر كل من آمن بي وساندني، وكل من دعمني بكلمة طيبة أو بنظرة تقدير. أمل حياتي أن يجد كل شخص موهبة في نفسه، وألا يخشى أن يعبر عنها، لأننا جميعًا قادرون على ترك أثر جميل في هذا العالم.

لا يتوفر وصف.
353.jpg
لا يتوفر وصف.

 

لا يتوفر وصف.
لا يتوفر وصف.
لا يتوفر وصف.
لا يتوفر وصف.
500253068_1989714334892762_5009213739732681813_n
500253068_1989714334892762_5009213739732681813_n
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق