محمد صلاح اليوم على موعد مع التاريخ إذا تمكن من تسجيل عدد من الأهداف في مباراة ليفربول الأخيرة في الدوري أمام كريستال بالاس، من أجل حسم الفوز بـ"الحذاء الذهبي" للدوريات الأوروبية.
ويشهد الموسم الحالي 2024-2025 تنافسًا شديدا على جائزة "الحذاء الذهبي"، التي تُمنح لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية، حيث تصدر النجم الفرنسي كيليان مبابي نجم ريال مدريد المشهد بعد ثنائيته الحاسمة ضد ريال سوسيداد في الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني، ليُحكم قبضته على الصدارة برصيد 62 نقطة، لكن المنافسة لم تنتهِ بعد، إذ ينتظر العالم مباراة ليفربول الأخيرة ضد كريستال بالاس، حيث يحاول النجم المصري محمد صلاح قلب الموازين.
مبابي... قفزة تاريخية في أول موسم إسباني
حقَّق مبابي إنجازًا لافتًا في أول مواسمه مع ريال مدريد، حيث سجل 31 هدفًا في الدوري الإسباني، محققًا 62 نقطة بفضل نظام احتساب النقاط في الدوريات الكبرى (هدف = نقطتان). هذه الأرقام جعلته يتجاوز السويدي فيكتور غيوكيريس (39 هدفًا في الدوري البرتغالي/58.5 نقطة)، الذي أنهى موسمه مبكرًا.
لكن مسيرة مبابي لم تخل من التحديات التاريخية؛ فبرغم تسجيله 31 هدفًا في 34 مباراة، لم يتمكن من تحطيم الرقم القياسي لأكثر أهداف في موسم أول بالليجا، الذي يحمله البرازيلي رونالدو نازاريو (34 هدفًا في موسم 1996-1997).
مع ذلك، يُعتبر مبابي الآن المرشح الأقوى ليكون أول لاعب من ريال مدريد يفوز بالحذاء الذهبي منذ كريستيانو رونالدو في موسم 2014-2015 8.
صلاح ومعركة الأمل الأخير
على الجانب الآخر، يحمل النجم المصري محمد صلاح شعلة الأمل الوحيدة المتبقية في السباق. بتسجيله 28 هدفًا في الدوري الإنجليزي (56 نقطة)، يحتاج صلاح إلى 3 أهداف في مباراة ليفربول الأخيرة ضد كريستال بالاس ليتعادل مع مبابي عند 62 نقطة، أو 4 أهداف ليفوز باللقب مباشرةً.
ويأتي التحدي في سياق موسم استثنائي لصلاح، حيث ساهم في تسجيل 46 هدفًا (33 هدفًا + 13 صناعة) عبر جميع البطولات مع ليفربول، وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من الرابطة المحلية ورابطة الكتاب الإنجليزية، لكن العقبة تكمن في أن صلاح لم يسبق له الفوز بالحذاء الذهبي الأوروبي، مما يضفي حماسًا إضافيًا على المباراة.
معايير الجائزة وكسر التعادل
تُحسب نقاط الحذاء الذهبي بناءً على تصنيف الدوريات:
- نقطتان لكل هدف في الدوريات الخمس الكبرى (إنجلترا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا).
- 1.5 نقطة لكل هدف في الدوريات المصنفة من 6 إلى 22 (مثل البرتغال، هولندا).
- نقطة واحدة للدوريات الأقل تصنيفًا 310.
في حال التعادل بالنقاط، تُفضَّل الأفضلية للاعب الأقل في عدد الدقائق المُلعبة، ثم الأكثر في التمريرات الحاسمة، ثم الأقل تسجيلًا من ركلات الجزاء. إذا استمر التعادل، تُقسم الجائزة بين اللاعبين 9. هذه القواعد قد تلعب دورًا حاسمًا إذا تعادل صلاح مع مبابي.
ومنذ إطلاق الجائزة في 1968، هيمن أساطير كرة القدم عليها، مثل ليونيل ميسي (6 مرات) وكريستيانو رونالدو (4 مرات). أما هذا الموسم، فيُعتبر أحد أكثر المواسم تنوعًا، مع ظهور أسماء مثل هاري كين (بايرن ميونخ/52 نقطة) وروبرت ليفاندوفسكي (برشلونة/50 نقطة).
ومن اللافت أن جيوكيريس، الذي سجل 39 هدفًا في البرتغال، يُعد أحد أبرز المنافسين الذين خرجوا من السباق رغم أهدافهم الكثيرة، بسبب تصنيف الدوري البرتغالي 412.
صلاح وتحديات ما وراء الأرقام
يواجه صلاح تحديًا نفسيًا وجسديًا، خاصة بعد مشاركته في 51 مباراة هذا الموسم. لكن إحصائياته في المباريات الحاسمة (معدل 0.65 هدف لكل مباراة في الدوري) تُعزز فرصه. من جهة أخرى، يعتمد مبابي على دعم فريقه ريال مدريد، الذي أنهى الموسم بالمركز الثاني في الليجا، لكنه يفتقر إلى اللقب المحلي، مما قد يدفعه للتركيز على إنجاز فردي 18.
وتُختتم المنافسة مساء اليوم بمباراة ليفربول، حيث سيحاول صلاح كتابة اسمه كأول مصري وعربي يفوز بالحذاء الذهبي.
0 تعليق