يُعدّ يوم 24 مايو من كل عام اليوم العالمي للفصام، وهو مناسبة حاسمة لزيادة الوعي بهذا الاضطراب العقلي المعقد، وتصحيح المفاهيم الخاطئة المحيطة به، وتشجيع الدعم للملايين حول العالم الذين يعيشون معه. على الرغم من أن الفصام يؤثر على حوالي 20 مليون شخص على مستوى العالم، إلا أنه لا يزال محاطًا بكثير من وصمة العار والجهل، مما يعيق التشخيص المبكر والعلاج الفعال.

اضطراب دماغي مزمن وشديد
من جانبه قال أستاذ الطب النفسى يجامعات مصرالدكتور جمال فرويز لـ"البوابة نيوز" : الفصام هو اضطراب دماغي مزمن وشديد يؤثر على كيفية تفكير الشخص وشعوره وتصرفه، ويتميز بمجموعة واسعة من الأعراض التي يمكن أن تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وتشمل الأعراض عادةً الذهان، الذي قد يشمل الهلوسة (سماع أو رؤية أشياء غير موجودة) والأوهام (اعتقادات خاطئة لا تتزعزع على الرغم من الأدلة)، بالإضافة إلى اضطرابات في التفكير والسلوك، و يمكن أن يؤدي الفصام أيضًا إلى "أعراض سلبية" مثل فقدان الدافع، الانسحاب الاجتماعي، وصعوبة التعبير عن المشاعر، هذه الأعراض، على الرغم من كونها أقل درامية من الذهان، غالبًا ما تكون الأكثر إعاقة في الحياة اليومية للشخص.
السبب الدقيق للفصام غير مفهوم
وأضاف : السبب الدقيق للفصام غير مفهوم تمامًا، ولكن يُعتقد أنه نتيجة لمجموعة من العوامل الوراثية والبيئية واختلالات كيميائية في الدماغ، على سبيل المثال، قد يكون لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الفصام خطر متزايد للإصابة به، كما أن العوامل البيئية مثل مضاعفات الحمل أو الولادة، والتعرض للفيروسات، وسوء التغذية، وتعاطي المخدرات في سن مبكرة قد تلعب دورًا.

21 عالميا مليون شخص مصابون بالفصام
وفى ذات السياق قال ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر دكتور نعمة سعيد عابد لـ"البوابة نيوز" :عالميا 21 مليون شخص مصابون بالفصام ، ولذلك، تهدف فعاليات اليوم العالمي للفصام إلى إبراز هذه الحقائق، وتصحيح المفهوم الشائع بأن الأشخاص المصابين بالفصام خطرون أو لا يمكنهم التعافي. في الواقع، مع العلاج والدعم المناسبين، يمكن للعديد من الأفراد المصابين بالفصام أن يعيشوا حياة مُرضية ومنتجة ، ويشمل العلاج عادةً الأدوية المضادة للذهان، التي تساعد في التحكم في الأعراض، بالإضافة إلى العلاج النفسي (مثل العلاج السلوكي المعرفي) وإعادة التأهيل الاجتماعي والمهني. الدعم الأسري والمجتمعي يلعب أيضًا دورًا حيويًا في عملية التعافي.

ليس وصمة عار، بل تحدٍ قابل للإدارة
ومن جانبه قال أستاذ الطب النفسى بكلية طب القصر العينى الدكتور شريف جوهر لـ"البوابة نيوز" : إن الفصام ليس وصمة عار، بل تحدٍ قابل للإدارة ، ويؤكد الدكتور أحمد فهمي، ، على أن الفصام ليس وصمة عار يجب إخفاؤها، بل هو حالة طبية تتطلب الفهم والعلاج، بل هو أحد أكبر التحديات التي نواجهها كأطباء نفسيين هي وصمة العار المرتبطة بالفصام، يخشى العديد من المرضى وأسرهم طلب المساعدة بسبب الخوف من الحكم أو التمييز. هذا يسبب تأخيرًا في التشخيص والعلاج، مما يؤثر سلبًا على مآل المرض.
لا يعني نهاية الحياة
وأضاف : في اليوم العالمي للفصام، يجب أن نذكر الجميع بأن الفصام لا يعني نهاية الحياة، مع التدخل المبكر والعلاج المستمر، يمكن للأشخاص أن يتعلموا كيفية إدارة أعراضهم والعيش حياة طبيعية قدر الإمكان. نحن نرى مرضى يعودون إلى العمل، يكملون دراستهم، ويكونون جزءًا فاعلًا في مجتمعاتهم. المفتاح هو الفهم والدعم والصبر.
المزيد من برامج التوعية العامة
وشدد على : أهمية البحث العلمي المستمر لفهم أفضل لآليات الدماغ المعقدة التي تكمن وراء الفصام، وتطوير علاجات أكثر فعالية وأقل آثارًا جانبية، كما دعا إلى المزيد من برامج التوعية العامة التي تستهدف المدارس والمجتمعات لزيادة المعرفة وتقليل المفاهيم الخاطئة.
التعافي رحلة، والدعم هو مفتاح النجاح
وفى السياق قالت استشارية الطب النفسى الدكتورة هالة يسرى: التعافي رحلة، والدعم هو مفتاح النجاح وركزت على : أهمية الدعم الشامل للمرضى وعائلاتهم وقالت : التعافي من الفصام هو رحلة فردية تتطلب دعمًا متعدد الأوجه، ولا يتعلق الأمر فقط بتناول الدواء؛ بل يشمل أيضًا العلاج النفسي، وتعلم مهارات التأقلم، وإعادة الاندماج الاجتماعي، ودعم الأسر.
تقديم الدعم العاطفي للمريض
وأوضحت : غالبًا ما تكون الأسر هي أول من يلاحظ التغيرات في سلوك أحبائهم. يجب تزويدهم بالمعلومات والموارد اللازمة للتعامل مع المحدودية التي قد يسببها الفصام، وتقديم الدعم العاطفي للمريض، هذا اليوم العالمي فرصة لتسليط الضوء والتعلم.
مشاركة المريض فى علاجه
كما أكدت على : أهمية مشاركة المريض فى علاجه تمكين الأفراد المصابين بالفصام من المشاركة في قراراتهم العلاجية فعندما يشعر المريض بأنه جزء من عملية العلاج، تزداد احتمالية التزامه بالخطة العلاجية وهذا يعني الاستماع إلى مخاوفهم، وتوضيح الخيارات المتاحة، وتقديم الدعم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الشخصية.
بناء مجتمع أكثر تفهمًا ورحمة
وتختتم: إن اليوم العالمي للفصام في 24 مايو فرصة حيوية لتجديد التزامنا تجاه الأفراد المصابين بالفصام. من خلال التعليم، ومكافحة وصمة العار، وتوفير الدعم الشامل، يمكننا بناء مجتمع أكثر تفهمًا ورحمة ، حيث لا يكون التشخيص بالفصام حاجزًا أمام حياة كاملة وذات معنى.
0 تعليق