باكستان تقنن العملات المشفرة وتعيد تشغيل محطات الفحم

الاحد 25 مايو 2025 | 03:50 مساءً

تعدين بيتكوين

أعلنت الحكومة الباكستانية عن تخصيص 2000 ميجاواط من الكهرباء في المرحلة الأولى من خطة وطنية لتأسيس بنية تحتية متكاملة لتعدين عملة البتكوين وتطوير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس توجهًا استراتيجيًا نحو الاقتصاد الرقمي وجذب الاستثمارات التقنية.

القرار الذي تم الكشف عنه في بيان رسمي صادر عن وزارة المالية الباكستانية، يأتي في إطار جهود تقودها اللجنة الوطنية للعملات المشفرة، ويهدف إلى تحقيق الاستفادة المثلى من فائض الطاقة المتوفر في البلاد، وتحفيز فرص العمل في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، وذلك في ظل سعي إسلام آباد لتقنين التعامل بالعملات الرقمية على المستوى الفيدرالي.

إعادة توظيف محطات كهرباء تعمل بالفحم

وأوضحت وزارة المالية أن الخطة تشمل إعادة استخدام عدد من محطات توليد الكهرباء التي تعمل حاليًا بقدرة تشغيل منخفضة، وتشمل هذه المحطات "ساهيوال"، و"تشاينا هاب"، و"بورت قاسم"، والتي تعمل حاليًا بنحو 15% فقط من طاقتها الإنتاجية، ومن المقرر تحويل جزء كبير من هذه القدرات غير المستغلة إلى تغذية مراكز تعدين العملات الرقمية ومرافق الذكاء الاصطناعي.

بنية تشريعية وتنظيمية لاستقطاب الاستثمارات

الخطوة تأتي في وقت تواجه فيه باكستان تحديات اقتصادية معقدة، بعد أن نجت مؤخرًا من أزمة ديون كانت تهدد بعدم قدرتها على السداد في عام 2023. 

وتسعى الحكومة الفيدرالية إلى خلق فرص اقتصادية جديدة عبر الاستثمار في التقنيات الناشئة، وخاصة العملات الرقمية، التي تشير التقديرات إلى أن عدد مستخدميها في البلاد يتراوح بين 15 إلى 20 مليون شخص.

وفي سبيل تعزيز بيئة تنظيمية مواتية، تعمل باكستان على وضع إطار قانوني متكامل ينظم التعامل بالعملات المشفرة، مما يمهد الطريق لجذب رؤوس أموال أجنبية وتنمية منظومتها الرقمية.

تعاون مع رواد الصناعة

ضمن جهودها الرامية لتسريع التحول الرقمي، استعانت الحكومة في أبريل الماضي بـ "تشانغ بينغ تشاو"، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لمنصة "بينانس"، وهي أكبر بورصة عملات رقمية في العالم، بهدف تطوير منصة مالية رقمية وطنية.

كما وقع مجلس العملات المشفرة الباكستاني مذكرة تفاهم مبدئية مع مشروع "دونالد ترامب" للعملات الرقمية، في مسعى لتعزيز استخدام تقنيات البلوك تشين وتسريع الابتكار في هذا المجال.

اهتمام عالمي متزايد

ووفقًا لما جاء في بيان وزارة المالية، فقد أثارت المبادرة اهتمام العديد من الشركات العالمية المتخصصة في تعدين العملات المشفرة، إلى جانب مؤسسات دولية عاملة في مجال البنية التحتية للبيانات، على الرغم من أن البيان لم يحدد أسماء بعينها لتلك الجهات.

يُنظر إلى هذه الخطوة من قبل محللين على أنها نقطة تحول في السياسة الاقتصادية الباكستانية، والتي تسعى لمواكبة التحولات العالمية المتسارعة في عالم المال الرقمي، خصوصًا في ظل سباق دولي للتموضع كمراكز إقليمية للتعدين وتخزين البيانات.