درب الصليب مع البابا فرنسيس.. تأملات في الألم والخلاص ومسؤولية الإنسان

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مسار درب الصليب، الذي يترأسه هذا المساء نائب البابا العام لأبرشية روما، الكاردينال بالدو راينا، باسم الحبر الأعظم البابا فرنسيس، ليس مجرد طقس ديني، بل دعوة للتوقف أمام آلام المسيح ومحاسبة الضمير. 

 

ففي تأملات رتبة درب الصليب التقليدية في الكولوسيوم، يُقدم البابا رؤيته الروحية لهذا الدرب كمخرج من ضيق العالم إلى “أرض جديدة”.


الصلب كموقف مسؤول ومصالحة مع الجميع

يرى البابا أن الصليب هو نزول يسوع نحو العالم الذي أحبّه، وهو موقف تحمل للمسؤولية يشمل الجميع، حتى من صلبوه. “الصليب يسقط الجدران، يمحو الديون، ويقيم المصالحة”، يقول البابا في إحدى المراحل، مؤكدًا أن يسوع يريد خلاص “الجميع، بدون استثناء”.


اقتصاد الله مقابل منطق العالم القاسي

يدعو البابا إلى كسر النماذج الفكرية المألوفة، والانفتاح على “اقتصاد الله”، الذي لا يقوم على الحسابات والخوارزميات بل على التواضع والرحمة. اقتصاد يسوع لا يسحق بل يزرع ويُصلح، بخلاف اقتصاد اليوم الذي يعيش “بأنفاس قصيرة”.


السقوط والنهوض.. دروس من آلام المسيح


من سقوط المسيح تحت الصليب لثلاث مرات، يقدّم البابا تعليمًا روحيًا عن حياة الإنسان: التردد، السقوط، والقدرة على النهوض مجددًا. في هذه اللحظات، يُصبح درب الصليب دعوة للعودة، للتوبة، وللحب الذي يعيد الحياة إلى القلب.


 الحرية والاختيار في لحظات الحسم

عند الحكم على يسوع، يدعو البابا للتفكير في “اللعبة المأساويّة لحرياتنا”، محذرًا من التهرب من المسؤولية أو الارتهان للأدوار التقليدية. فالمسيح، حتى وهو على الصليب، يختار أن يمنح الغفران والاهتمام، متجاوزًا الإهانات.


 شخصيات درب الصليب.. نماذج إنسانية حيّة


يركز البابا على شخصيات تمثّل خبرات بشرية مثل سمعان القيرواني، الذي حُمل الصليب فجأة، ووجد نفسه في قلب الخلاص. كما يبرز دور النساء مثل مريم العذراء، فيرونيكا، وبنات أورشليم، اللواتي جسّدن التعاطف العملي والإيمان الحي.


الصليب كمفترق طرق.. التوبة طريق إلى الفرح


 

يشير البابا إلى أن كل خطوة في درب الصليب هي خروج نحو تحوّل جديد، دعوة لرؤية الخير في وسط الألم، وفي العالم الذي “يحسب كل شيء”، يشدد على أن المجانية، رغم ثمنها الباهظ، تُزهِر الحياة وتُعيد الخصب للقلوب.


 من الموت إلى الرجاء والصمت المقدس

في نهاية الدرب، يُسلّم جسد يسوع إلى يوسف الرامي، رمز الرجاء الذي لم يخضع لليأس. ويدخل الجميع في صمت سبت النور، حيث يدعو البابا إلى انتظار القيامة بثقة، مؤمنين أن المسيح “النائم” سيقيم الخليقة بسلام جديد.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق