مفترس بثلاثة أعين.. مخلوق بحري غريب جاب المحيطات قبل 500 مليون سنة

خليجيون 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود كائن مفترس غريب كان يجوب محيطات الأرض قبل نحو 500 مليون عام، يتميز بخصائص لا مثيل لها في الكائنات الحية التي تعيش على كوكب الأرض حالياً.

الكائن، الذي أُطلق عليه الاسم العلمي "موثيرا فينتوني"، كان يمتلك ثلاث عيون ومخالب مزوّدة بأشواك يُمسك بها فرائسه، كما كان يتغذى من خلال فم أنبوبي مليء بالأسنان.

وقد كان هذا الكائن يسبح باستخدام زعانف عديدة موزعة على جانبي جسده، ويتكوّن جسمه المفصلي من 26 جزءًا — وهو عدد يفوق ما تم رصده لدى الكائنات المنتمية إلى عائلته من المفصليات المعروفة بشعاعيات الأسنان، والتي انقرضت بالكامل منذ عصور سحيقة.

وشرح عالم الحفريات جو مويسيوك قائلا:" موثيرا لكان له 16 فص من جسمه متقاربين بشدة كانت تحتوي علي الخياشيم بالقرب من نهاية جسده، ويمثل هذا مثال جيد علي التقارب التطوري مع مجموعات من الكائنات الحية الحديثة مثل سرطان حدوة الحصان وقمل الخشب والحشرات التي تشترك في أنها تحتوي علي فصوص تحمل أعضاء التنفس في الجزء الخلفي من الجسم".

وكانت محيطات الأرض في فترة العصر الكامبري في الفترة بين 539 و 487 مليون عام مكان مختلف للغاية عن محيطات الأرض الأن، ففي تلك الفترة أنطلقت الحياة بشكل فعلي علي كوكب الأرض وبدأت المحيطات تعج بأنماط الحياة المختلفة.

ليس لدينا أدلة حفرية كثيرة من تلك الفترة، لكن موقع صخور بورجيس شيل اذا تحدثنا بصراحة يعتبر معجزة في حفظ الحفريات، تكون هذا الموقع منذ حوالي 508 مليون عام وذلك عندما بدأت تدفق الوحل الطيني عبر قاع البحر و أحتجز وحفظ عدد كبير من الكائنات الحية أثناء مروره.

تحول هذا الطين ألي طبقة احفورية تسمي باسم " لاجرشتات" وهي طبقة استثنائة لأن التفاصيل الدقيقة والأنسجة الرخوة وحتي التركيبات الداخلية تم حفظها وتحجرت بشكل استثنائي في الرواسب، وهي ما كشفت عن نظام بيئي غني ملئ بالكائنات الحية الغامضة التي أصابت العلماء حتي بالدهشة من شدة غرابتها وسببت بعض الالتباس عند دراسة تشريحها.

وفي تلك البيئة عاشت شعاعيات الأسنان، وهي عائلة من الكائنات الحية أشتركت مع عائلة مفصليات الارجل في ان لهم سلف واحد، انقرضت عائلة شعاعيات الأسنان بالكامل، وكانت تضم أيضا الأنومالوكاريس الشهير وهو كائن مخيف يشبه الجمبري ولكن قد يصل طوله لحوالي المتر، قد يعتبر هذا الكائن صغير بالمقارنة بالكائنات الحية التي تعيش الأن، ولكن في تلك الفترة التي كانت فيها معظم الكائنات الحية صغيرة للغاية كان يعتبر كائن مهول.

وفيما أن كائن الموثيرا لا يعتبر كائن عملاق و ولكنه فريد من نوعه، او علي الأقل حسب ما نعرفه حتي الأن. درس جو مويسيوك وجان برنارد كارون أحافير 61 فرد من تلك الفصيلة المنقرضة وقاموا بعمل وصف تفصيلي لخواصها.

وقال وجان برنارد كارون:" هناك عدد قليل من مواقع الحفريات حول العالم التي تقدم رؤي دقيقة للتراكيب الداخلية الدقيقة للكائنات المحفوظة فيها، لقد كنا قادرين علي رؤية بقايا تمثل تجمعات عصبية في العين والتي كانت تستخدم في معالجة الصور، مثل تلك الموجودة في مفصليات الأرجل التي تعيش الأن. التفاصيل مذهلة"

أحد الأشياء المثيرة للاهتمام هي الجهاز الدوري، حيث لم يكن يتضمن أوردة كما في الأنظمة الدورية في الكائنات الفقارية، ولكن الجهاز الدوري لهذا الكائن كان مفتوحا، مثل الموجود في مفصليات الأرجل الحديثة مثل السرطانات والعناكب والحشرات وغيرها من مفصليات الأرجل، حيث يضخ القلب الدم (او سائل اللمف الدموي ) في تجاويف أجسامها حيث يدور في تلك الاعضاء ليؤدي وظيفته البيولوجية.

في كائن الموثيرا يطلق علي تلك التجاويف أسم الثغرات، وكانت تملأ جسده وتمتد عبر الزعانف الممتدة علي طول كل جزء من فصوصه، وهي تظهر الأن علي شكل بقع عاكسة في الأحافير.

وقال جو مويسيوك:" ثغرات الجهاز الدوري للموثيرا المحفوظة بشكل جيد للغاية تساعدنا علي تفسير سمات مشابهة وأن كات أقل وضوحا في حفريات لكائنات أخري كانت تعريفها مثير للجدل، وأتضح أن حفظ تلك التراكيب منتشر علي نطاق واسع، مما يؤكد الأصل القديم لهذا النوع من الأجهزة الدورية"

أما بالنسبة لجهازه التنفسي الغريب والقوي الموجود في الطرف الخلفي لجسمه، فإن بنيته المتخصصة تشير إلى أن "موثيورا" ربما كانت لديه احتياجات فريدة. ربما كان موطنه مختلفًا عن بيئة باقي "شعاعيات الأسنان" الأخري، أو ربما كانت طرق صيده تتطلب وظائف تنفسية قوية.

هذه واحدة من تلك الأسئلة التي يستحيل الإجابة عليها دون مزيد من المعلومات. ومع ذلك، فإن "موثيورا" مثال رائع على الاستراتيجيات التي تتبناها الحياة لتزدهر وفقًا للظروف.

وقال وجان برنارد كارون: "كانت شعاعيات الأسنان أول مجموعة من المفصليات التي تفرعت في شجرة التطور، لذا فهي توفر رؤى رئيسية حول السمات السلفية للمجموعة بأكملها. يبرز النوع الجديد أن هذه المفصليات المبكرة كانت بالفعل متنوعة بشكل مدهش وكانت تتكيف بطريقة مماثلة لأقاربها الحديثين البعيدين".

للمزيد تابعخليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق