قال الأب أنطونيوس مقار إبراهيم – راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان اليوم تحتفل الكنيسة في العالم أجمع بـ”الجمعة العظيمة”، والتي اعتدنا أن نسميها “الجمعة الحزينة” أو “جمعة الآلام”. لكن، في عمق الإيمان، هي جمعة الفرح، النعمة، الفداء، والقداسة.
وأضاف : في هذا اليوم تحقق الخلاص الإلهي من خلال الآلام المقدسة للمسيح. وكما نقول في صلاة التقديس: “نصنع ذكرى الآلام المحيية المقدسة والمخلّصة”.
الكنيسة وُلدت من جنبه المطعون
وأشار راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان إلى أنه على الصليب، في لحظة الألم الأعظم، وُلدت الكنيسة من جنب المسيح المطعون. ومن قيامته وُلدت فينا الحياة، لأنه “بالموت داس الموت ووهب الحياة للذين في القبور”. إنّه يوم الرجاء، حيث نترجى قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي.
رجاء جديد وُلِد من الصليب
وأوضح ان دخول المسيح إلى أورشليم كان هتاف رجاء من الشعب. لكن هذا الرجاء لم يصمد أمام مشهد الصليب عند البعض، حيث انهارت الآمال الأرضية. إلا أن الإيمان الحقيقي يرى في المصلوب بداية رجاء جديد لا يزول، رجاء أبدي يولد من الألم والصلب.
مثل حبّة الحنطة… سر الرجاء في الموت
وتابع راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان : كما قال المسيح : “إن لم تمت حبّة الحنطة تبقى وحدها، وإن ماتت تأتي بثمر كثير”. المسيح صار مثل حبّة الحنطة: صغيرًا، متواضعًا، نزل إلى الأرض ومات ليمنحنا الحياة. ومن خلال موته على الصليب، نال العالم رجاء لا يُقهر.
المحبّة المُحرّك الحقيقي للرجاء
في قلب الصليب، نجد المحبة الكاملة. المحبة التي “تَرجو كلّ شيء وتتحمل كل شيء” هي الحياة الجديدة التي منحنا إياها المسيح في قيامته. بالصليب، تحوّلت خطايانا إلى مغفرة، موتنا إلى قيامة، وخوفنا إلى ثقة.
الخدمة والمساعدة: وجه آخر للمحبة والرجاء
الحياة المسيحية تدعونا إلى العطاء، لا الامتلاك. إلى الخدمة، لا الأنانية. من يخدم غيره يصبح بذرة رجاء في العالم. نعم، العطاء يتعب، لكنّه يُفرح القلب ويمنح الحياة معنى.
الصليب… طريق المجد لا النهاية
الصليب ليس النهاية، بل هو طريق المجد، تمامًا كما تُشبه ولادة الأمّ بولادة الحياة من الألم. المحبة الحقيقية تمر بالصليب، لكنها تُفضي إلى القيامة والفرح.
المصلوب… نبع الرجاء الأبدي
فلنقف أمام المصلوب، في كنائسنا أو بيوتنا، ولنجعل من حضوره علامة رجائنا. لنقول له: “معك أربح كل شيء. معك أستطيع أن أرجو حضورك في حياتي. أنت رجائي”.
0 تعليق