في نسخته الثامنة والسبعين.. "لين رامزي" و"سبايك لي" يخطفان الأنظار بمهرجان كان

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتواصل عروض الأفلام داخل مسابقات مهرجان كان السينمائي في نسخته الثامنة والسبعين والتي يشهد معظمها حتى الآن مراجعات متوسطة إلى حد كبير، بما في ذلك فيلم "Alpha" للمخرجة المتوجة بالسعفة الذهبية جوليا دوكورناو، و"The Phoenician Scheme" للمخرج الأمريكي ويس أندرسون. إلا أنه بالرغم من ذلك، هناك بعض الأعمال التي استطاعت لفت أنظار النقاد والجمهور مثل فيلم المخرجة الاسكتلندية لين رامزي "Die, My Love" للنجمة جينيفر لورانس.

"Die, My Love"

"لا داعي للقول إن الرقة ليست من بين سمات هذا الفيلم حقًا، لكنه شرس، وغاضب، ومنخرط، ومتيقظ بشدة وحسي لكل تفاصيل متعته وألمه"، هكذا لخص الكاتب البريطاني بيتر برادشو، في السطور السابقة، انطباعه عن أحدث أعمال المخرج الاسكتلندية لين رامزي "Die, My Love"، والذي تعود به إلى مسابقة مهرجان كان السينمائي الرسمية، بعد غياب دام 8 سنوات، منذ أخر أفلامها "You Were Never Really Here".

عقب العرض العالمي الأول للفيلم، خرجت العديد من المراجعات الإيجابية للفيلم، أشاد بقوة حضور جينيفر لورانس في شخصية "غريس"، التي تُصاب باكتئاب ما بعد الولادة، وتبدأ في التقلب بين نوبات الذهان.

أداء جرئ يتأرجح بين الواقع المُضطرب والخيال المُقلق

ذكر ديفيد روني، في مراجعته عن الفيلم بموقع "هوليوود ريبورتر"، بأن جينيفر لورانس تقدم أداءً جريئًا يتأرجح بين الواقع المُضطرب والخيال المُقلق، مُطمسةً أي خطوط فاصلة تفصل بينهما، وتُجسد دور امرأة انتقلت إلى مساحات أمريكا الريفية الشاسعة، حيث يُحاصرها الزواج والأمومة والحياة المنزلية، مُدمرةً عقلها.

وأضاف روني،: “لا شك أن لورانس تُقدم أداءً قويًا في دور يتطلب جهدًا بدنيًا، وهي دائمًا ما تتمتع بحضور ديناميكي. لكن ولع رامزي بالشخصيات الجريئة ونفورها التام من العاطفة، يجعلها تُبقي غريس بعيدة. إنها كائن بري واقع في فخ، ومشاهدتها وهي تزأر أو تخدش الجدران أو تستمني لن تكون مثيرة للاهتمام لفترة طويلة”.

واختتم الكاتب، أنه بغض النظر عن عيوب الفيلم، إلا أن المرحلة الختامية لها أثر رجعي على كل ما سبقها. فهي تُحوّل فيلم "Die, My Love" من عرض فردي مُدمّر للذات إلى دراسة مُتأنية لعلاقة مُعقدة، وما تتطلبه من صبر وتفهم.

ووصف أوين غليبرمان في مراجعته بموقع "فارايتي"، اكتئاب ما بعد الولادة، بأنه متلازمةٌ كانت في السابق غائبةً عن الوعي، ولا تزال كذلك في بعض جوانبها. لا تزال تُساء فهمها وتُعالج بشكلٍ غير كافٍ، ولا تحظى بالتعاطف الكافي.

إسقاط مبالغ فيه

يرى غليبرمان أن "Die, My Love"، يقدم إسقاطًا مُبالغًا فيه، وإن كان غريبًا، ومُحيّرًا في كثير من النواحي، لما قد يحدث في قلوب وعقول النساء خلال الأشهر (أو حتى السنوات) الأولى من الأمومة.

وقال تيم غريرسون في مراجعته بموقع "سكرين دايلي"، أن لين رامزي تعود إلى مواضيع وأسلوب تناولته ببراعة في أفلامها السابقة. إذا كان فيلما "Ratcatcher" و "You Were Never Really Here" قد أدخلا الجمهور في عالم الشخصيات ذات النفس المضطربة، فإن فيلمي "We Need To Talk About Kevin" تناولا جحيم الأمومة المحتمل بصراحة.

لكن بينما يستذكر فيلمها الجديد انتصارات الماضي، فإنه يقدم أيضًا قصة حب هشة لم يسبق لها تقديمها.

وأضاف غريرسون، أنه قد سبق أن أدّت لورانس دور الأم المحاصرة في فيلم "Mother"، لكن في فيلم "Die, My Love"، قدّمت أداءً أكثر واقعية، مما يجعل تصرفات غريس المفاجئة غير المتوقعة أكثر غموضًا وإثارة للقلق.

سواءً جرّت أظافرها على جدار الحمام، أو تركت أصابعها ملطخة بالدماء، أو راودتها أفكار جنسية عن سائق دراجة نارية عشوائي، والذي قد يكون من نسج خيالها، فإن غريس تُمثّل أسوأ سيناريو لجميع النساء اللواتي عانين من اكتئاب ما بعد الولادة، حيث تتحول إلى شخصية وحشية وهي تُسيطر على اندفاعاتها التي لا يمكن السيطرة عليها.

كما قوبل المخرج الأمريكي سبايك لي، بحفاوة بالغة عقب عرض فيلمه الجديد "Highest 2 Lowest" من بطولة النجم دينزل واشنطن، الذي فاجأه المهرجان ومنحه السعفة الذهبية الفخرية قبل الموعد المحدد في حفل الختام السبت المقبل.

يؤدي دنزل واشنطن دور ديفيد كينغ، قطب الموسيقى صاحب الكاريزما والقوة، في خضم صراع نفوذ محتدم مع الشركات، حيث يُختطف ابنه. لكن الأزمة تأخذ منعطفًا آخر عندما ينكشف أن الخاطفين اختطفوا بالخطأ صبيًا آخر - كايل، ابن سائق ديفيد - مع استمرار مطالبتهم بالفدية الأصلية. مع اختبار الولاءات وتهديد السمعة، يبدأ الخط الفاصل بين المسؤولية الشخصية والرأي العام بالتلاشي.

وعن تعاونه بعد 18 عامًا مع واشنطن منذ فيلم Inside" Man"، قال لي: "إنها فجوةٌ دامت ثمانية عشر عامًا، وقد تفاجأنا أنها كانت بالأمس، لأننا لم نتراجع خطوةً واحدة". ثم أشار إلى أن هذا الفيلم قد يكون آخر عملٍ لهما معًا.

وأضاف مخرج "Do The Right Thing": "أعتقد أن هذه هي المحصلة، خمسة أفلام". وأكمل بأن واشنطن كان يتحدث عن التقاعد رغم أنه أبرم للتو صفقة أخرى "خمسة أفلام معًا، هذا رائع".

فيلم "Highest 2 Lowest" هو أول عمل روائي طويل لمخرجه تدور أحداثه في نيويورك منذ فيلم "Red Hook Summer". يُعيد هذا الفيلم تصور لفيلم "High and Low" الكلاسيكي لأكيرا كوروساوا عام 1963، حيث نقل أحداثه إلى مدينة نيويورك المعاصرة، وأعاد صياغة حبكة الاختطاف المتوترة على خلفية صناعة الموسيقى الحديثة والثقافة الأمريكية المُشبعة بالإعلام.

أخبار ذات صلة

0 تعليق