سقوط بلبن .. شهد قطاع الأغذية في مصر خلال أبريل 2025 تصعيدًا غير مسبوق، حيث فاجأت الهيئة القومية لسلامة الغذاء الجمهور بإعلانها عن نتائج حملات تفتيش موسعة شملت العديد من سلاسل المطاعم والحلويات الشهيرة في مختلف أنحاء الجمهورية.
تلك الحملة التي استهدفت أسماء مثل "بلبن"، "كرم الشام"، "كنافة وبسبوسة"، "همي"، و"عم شلتت" جاءت ردًا على تزايد الشكاوى من المواطنين الذين تعرضوا لأعراض تسمم غذائي بعد تناول منتجات هذه السلاسل.
تسليط الضوء على الحملة الرقابية
تحت شعار الحفاظ على صحة المواطن المصري وضمان سلامة الغذاء، قامت الهيئة القومية لسلامة الغذاء بإجراء حملات تفتيش شاملة طالت أكثر من 47 منشأة غذائية في مناطق مختلفة.
وأظهرت نتائج التحاليل وجود بكتيريا ممرضة قد تكون السبب الرئيسي في التسمم الغذائي الذي أصاب العديد من المواطنين.
وأشارت الهيئة إلى أن الحملة علي منتجات بلبن وغيره من لم تقتصر على سحب عينات من الخامات والمنتجات فحسب، بل شملت أيضًا اكتشاف ألوان غذائية محظورة دوليًا، إضافة إلى مشاكل في أساليب التخزين التي أدت إلى فساد العديد من المنتجات وتغير خصائصها.
نتائج الحملة الرقابية
بعد إجراء التفتيشات، تم اتخاذ عدة إجراءات صارمة، كان أبرزها إغلاق بعض الأنشطة بشكل مؤقت لحين تصحيح الأوضاع داخل المنشآت. بالإضافة إلى مصادرة كميات ضخمة من المنتجات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، حيث تم إعدام تلك المنتجات فورًا لتجنب أي ضرر قد يتسبب فيه تناولها. ولفتت الهيئة إلى أن هذه الحملة تأتي في إطار حرصها على تعزيز سلامة الغذاء وحماية صحة المواطنين، مشددة على أن الجولات الرقابية ستستمر بشكل مكثف في الفترة المقبلة لمتابعة الأوضاع والتأكد من عدم تكرار المخالفات.
التفاعل على السوشيال ميديا
تصدرت الأزمة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سريع، حيث انطلقت حملات تعبيرية واسعة عبر منصات السوشيال ميديا، وأعرب الكثيرون عن غضبهم من هذه "الفضيحة الغذائية" وخاصة ما يتعلق بمحلات بلبن .
وقد تداولت منصات مثل فيسبوك وتويتر آلاف المنشورات التي تتهم تلك السلاسل الغذائية بلبن وغيرها بالإهمال في الحفاظ على معايير الجودة.
وأشار البعض إلى أن هذه السلاسل التي كانت تتمتع بسمعة طيبة بين جمهورها قد خيبت آمالهم، مما جعلهم يشككون في نظافة وجودة المنتجات التي يقدمونها.
شهادات المواطنين
وأوضح العديد من المواطنين الذين تعرضوا للتسمم الغذائي بعد تناول منتجات تلك السلاسل، أنهم شعروا بآلام شديدة في المعدة، مع أعراض مثل الغثيان والإسهال، ما دفعهم لزيارة المستشفيات. وأكد بعضهم أن الأعراض ظهرت بعد ساعات قليلة فقط من تناولهم لهذه المنتجات، ما يثبت أن السبب في التسمم كان ناتجًا عن تناول مواد غذائية فاسدة أو ملوثة.
تحليل نتائج الحملة
تشير نتائج الحملة إلى أن أحد الأسباب الرئيسية للمشاكل الغذائية التي تم الكشف عنها هي غياب بعض المنشآت عن الالتزام بالمعايير الصحية والتخزينية المطلوبة.
كما أن بعض السلاسل الغذائية لم تلتزم باستخدام الألوان الغذائية المعتمدة من قبل الجهات الرقابية، مما يعرض صحة المواطنين للخطر.
ويعكس هذا الواقع مشكلة أعمق تتعلق بنظام الرقابة الغذائية في مصر، حيث يرى العديد من الخبراء أن هذه الحملة يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار لضرورة تعزيز دور الهيئة القومية لسلامة الغذاء في متابعة الأسواق وحماية المواطنين من المنتجات المغشوشة أو غير الصالحة للاستهلاك.
دور الهيئة القومية لسلامة الغذاء في ضمان سلامة الغذاء
تعتبر الهيئة القومية لسلامة الغذاء الجهة المسؤولة عن تنظيم ومراقبة المنتجات الغذائية في مصر، وتشرف على ضمان سلامة المنتجات عبر إجراء التفتيشات والاختبارات المعملية. وقد أظهرت هذه الحملة أن هناك ضرورة ملحة لتعزيز قدرة الهيئة على التعامل مع مخالفات الصحة العامة بشكل أسرع وأكثر فعالية، مع ضمان توفير المزيد من الشفافية في آلية تفتيش المنتجات الغذائية.
تستمر الهيئة القومية لسلامة الغذاء في تأكيد التزامها بحماية صحة المواطنين عبر رفع مستوى الرقابة على المنتجات الغذائية في مصر. ومع تصاعد شكاوى التسمم الغذائي في بعض السلاسل الشهيرة، يُتوقع أن تزداد الرقابة بشكل أكبر، وذلك لضمان تقديم منتج غذائي آمن ومناسب للاستهلاك.
في النهاية، تبقى سلامة الغذاء أولوية قصوى يجب على جميع الأطراف المعنية أن تعمل على ضمانها، من المصنعين إلى الجهات الرقابية، بما يخدم صحة المواطن المصري.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق