في تطور متسارع للصراع الروسي الأوكراني، أعلنت كييف فجر الاثنين، موجة جديدة من الهجمات الجوية شنتها روسيا باستخدام أسراب كثيفة من المُسيّرات القتالية، في تصعيد يرسّخ من نمط جديد في الحرب يعتمد على الطائرات المسيّرة كأسلوب هجوم رئيسي.
الضربات الروسية لم تقتصر على جبهة واحدة، بل امتدت إلى مختلف أنحاء البلاد، حيث دوّت صفارات الإنذار في كل المناطق تقريبًا، فيما انتشرت منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية في مواقع متعددة للتصدي لهذه الهجمات.
الهجوم الليلي الروسي شمل مدينة أوديسا الساحلية التي استُهدفت بالمُسيّرات انطلاقًا من البحر الأسود، بينما شهدت خاركيف في الشرق سلسلة انفجارات متتالية، بحسب ما أفاد به الحاكم العسكري للمدينة.
ورغم كثافة الهجمات، لم تُسجَّل حتى لحظة الإعلان الرسمي أي خسائر بشرية أو مادية، في وقت تبقى فيه الصورة الكاملة للأضرار رهن الساعات القادمة.
حرب المسيرات
المثير في هذا التصعيد، أنه يأتي عقب عطلة نهاية أسبوع دامية شهدت إطلاق روسيا مئات المسيّرات التي خلّفت عشرات القتلى والجرحى، وألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية. في المقابل، ردّت أوكرانيا بهجوم مماثل، إذ أطلقت مئات المُسيّرات باتجاه موسكو، في خطوة رمزية وعملية أربكت المجال الجوي الروسي وتسببت في اضطراب حركة الملاحة.
ما تشهده الساحة اليوم لا يمكن قراءته بوصفه مجرد تبادل تقليدي للضربات، بل يعكس تحولًا نوعيًا في أدوات الحرب وأساليبها.
المسيّرات باتت تلعب دورًا محوريًا، سواء في العمليات التكتيكية أو في التأثير على العمق الاستراتيجي للطرفين. كما يبرز هذا التصعيد حجم الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا الجوية في المواجهات، في ظل تراجع فعالية بعض الأسلحة التقليدية في حسم المعركة.
تبدو الحرب الآن أقرب إلى لعبة أعصاب طويلة النفس، لا تحسمها السيطرة على الأرض فقط، بل القدرة على الإنهاك والردع المتبادل عبر السماء.
وفي حين تحاول روسيا تثبيت معادلة الردع من خلال هجماتها الليلية المتكررة، تراهن أوكرانيا على قدرتها في الرد العميق والتشويش على عصب العاصمة الروسية.
وبينما تظل الجبهات البرية مشتعلة، تزداد ساحة السماء ضراوة، ما يجعل من المرحلة الحالية أخطر وأكثر تقلبًا، في حرب لا يبدو أن لها نهاية وشيكة.
0 تعليق