قبل 65 عامًا وبالتحديد فى 26 مايو 1954، شهدت مصر واحدًا من أهم وأعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين حين أعلن عالم الآثار المصري كمال الملاخ عن العثور على أول مركب شمس إلى جوار الهرم الأكبر بالجيزة .
مراكب خوفو أو مراكب الشمس :
وجدت المركب مفككة إلى أكثر من ألف قطعة خشبية مدفونة داخل حفرة مغلقة بأحجار ضخمة من الحجر الجيري حيث ظلت محفوظة قرابة 4500 عام.
كنوز الفراعنة تبحر عبر الزمن:
ينتمي المركب إلى عصر الملك خوفو وهو صاحب الهرم الأكبر ويعتقد أن وظيفته كانت رمزية في العقيدة الدينية المصرية القديمة حيث كان يستخدم لمرافقة روح الملك في رحلته الأبدية مع إله الشمس رع عبر السماء.
حيث كانت تستخدم السفن الجنائزية فى مصر القديمة للذهاب لاستعادة الحياة من الأماكن المقدسة وتروى أسطورة رع أنه يكون طفلاً عن شروق الشمس (خبرى) ثم رجلاً كاملاً ظهرا (رع) ثم عجوزًا فى المساء (أتوم) و يركب مركبين حسب عقيدة الفراعنة وهى مراكب رع الذى هو قرص الشمس يعبر بها النهار حيث يعلو فى السماء ثم يختفى عن الأنظار وقت الغروب ويبدأ رحلة البحر السماوى خلال الليل.
ويبلغ طول المركب نحو 43.5 مترًا وقد أعيد تجميعه بدقة استغرقت سنوات ليعرض في متحف مخصص له بجوار الهرم قبل أن ينقل لاحقًا إلى المتحف المصري الكبير لعرضه ضمن كنوز الحضارة المصرية القديمة.
لم يتوقف الاكتشاف عند هذا الحد ففي عام 1987 تم العثور على حفرة ثانية تحتوي على مركب آخر أطلق عليه المركب الثاني لخوفو وظلت أجزاؤه في حالة حفظ دقيقة إلى أن بدأت البعثات اليابانية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية في ترميمه وتجميعه باستخدام أحدث التقنيات.
يمثل اكتشاف مراكب الشمس دليلًا حيًا على التقدم المعماري والديني الذي بلغه المصريون القدماء كما يعكس احترامهم العميق للحياة الأخرى وطقوس الانتقال إليها.
وبعد مرور أكثر من سبعة عقود على اكتشافها لا تزال مراكب الشمس تبهر العالم وتعيد تسليط الضوء على عبقرية المصري القديم في تشييد حضارة خالدة عبر العصور.
0 تعليق