تصاعدت التكهنات حول إمكانية استبعاد إسرائيل من الفعاليات الرياضية والثقافية الدولية، وذلك في ظل تلميحات من رئيس قسم الرياضة في الاتحاد الأوروبي، غلين ميكاليف، وفق موقع بوليتيكو الأمريكي.
وقد ألمح ميكاليف إلى ضرورة عدم وجود "مساحة" في هذه الأحداث للبلدان التي لا تتشارك "قيمنا"، وذلك ردًا على سؤال حول ما إذا كان ينبغي على إسرائيل مواجهة عقوبات رياضية بسبب الحرب في غزة.
وشدد على أن "الرياضة أداة نستخدمها لتعزيز السلام، ومن خلالها نروج لحقوق الإنسان"، مضيفًا أنه بالرغم من استقلالية الحركة الرياضية في اتخاذ قراراتها، إلا أن هناك "واجب ومسؤولية" للتحدث عن هذه القضايا والتعبير عن المشاعر التي تعتمل في صدور الشعوب والأفراد.
تصاعد الضغوط الأوروبية والإنسانية
تأتي هذه التلميحات في سياق تزايد الضغط الأوروبي على إسرائيل مؤخرًا، وذلك بسبب هجومها العسكري المستمر على قطاع غزة المحاصر. ففي الأسبوع الماضي، أيدت غالبية دول الاتحاد الأوروبي مراجعة الاتفاقية السياسية للكتلة مع إسرائيل، في خطوة تعكس مدى الانزعاج الأوروبي.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم استدعاء العديد من السفراء الإسرائيليين إلى عواصم الاتحاد الأوروبي، بدءًا من روما وصولًا إلى باريس، بعد أن اعترفت قوات الدفاع الإسرائيلية بإطلاق "طلقات تحذيرية" على وفد دبلوماسي يزور الضفة الغربية، والذي كان يضم مسؤولين أوروبيين.
وقد أدان غلين ميكاليف بشكل خاص الوضع الإنساني "المروع" في غزة، مؤكدًا على أن عالم الرياضة يجب أن يرفع صوته عاليًا في هذا الشأن.
القيم الرياضية والأخلاقية في مواجهة الصراعات
وبالحديث عن الجدل الدائر حول مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن الغنائية وموقف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز - الذي دعا في 19 مايو إلى استبعاد إسرائيل من مثل هذه الفعاليات الثقافية - أكد ميكاليف أن "هذه المساحات هي مراحل كبيرة للرسائل السياسية، مراحل كبيرة حيث يجب أن نروج للقيم التي نؤمن بها في الاتحاد، وحيث يجب أن نمنح مساحة لأولئك الذين لديهم قيم مماثلة لقيمنا بشكل عام."
وأشار إلى أنه ناقش هذه القضايا مع الاتحاد الأوروبي للإذاعة. لطالما شهد العالم الرياضي دعوات متكررة لمقاطعة مشاركة إسرائيل في المسابقات الدولية، من الأولمبياد إلى كأس العالم، وإن كانت هذه المقترحات قد قوبلت بالرفض إلى حد كبير حتى الآن.
ومع ذلك، يستشهد النقاد الفلسطينيون بالاستجابة السريعة من الهيئة الأوليمبية الحاكمة والفيفا، التي أدانت روسيا وعلقت أنديتها وفرقها بعد غزوها الشامل لأوكرانيا في عام 2022، كدليل واضح على وجود معايير مزدوجة، مما يثير تساؤلات حول مدى الالتزام بالمبادئ الأخلاقية بشكل موحد في جميع النزاعات.
"كارثة" في غزة وضرورة تدفق المساعدات
وصف ميكاليف الوضع في غزة بأنه "مروع للغاية"، مشيرًا إلى "إراقة الدماء والمدنيين الذين يدفعون الثمن".
وأضاف بوصف مؤثر: "إنها كارثة. ترى الكثير من الأطفال والمدنيين والشباب، بدون طعام وماء، بدون وصول للمساعدات الإنسانية، المساعدات الإنسانية التي يجب أن يُسمح بتدفقها على نطاق واسع إلى الناس في غزة وفلسطين."
كانت رسالة ميكاليف واضحة وقاطعة: "من خلال الرياضة، علينا أن نروج للقيم التي نؤمن بها، مع أي بلد."
هذا الموقف يعكس قناعة متزايدة بأن الفعاليات الرياضية والثقافية ليست مجرد منصات ترفيهية، بل هي أيضًا ساحات قوية يمكن من خلالها إرسال رسائل سياسية وأخلاقية، خاصة في أوقات الأزمات الإنسانية المتفاقمة.
0 تعليق