بين حرارة الصيف اللاهبة وضغط التكييفات الذي لا يهدأ، تدخل مصر في سباق مع الزمن لتأمين طاقة لا تنقطع ومصادر وقود لا تنضب.
وفي ظل تكرار أزمات الكهرباء في الأعوام السابقة، قررت الحكومة أن يكون صيف 2025 مختلفًا، بلا انقطاعات، بلا شكاوى، وبخطة مدروسة تعتمد على تنويع الموارد، ورفع كفاءة التوريد، وتأمين احتياجات الكهرباء من الوقود بكافة أنواعه، لتظل المصابيح منيرة والمكيفات عاملة حتى في أشد أيام الصيف حرارة.
خصصت الحكومة نحو 468 مليون متر مكعب من الوقود المكافئ
تستعد مصر لصيف 2025 بخطة استثنائية تهدف إلى القضاء على انقطاعات الكهرباء التي أربكت المواطنين في السنوات الماضية، ووفقًا لمصادر مطلعة، خصصت الحكومة نحو 468 مليون متر مكعب من الوقود المكافئ لتغذية محطات الكهرباء خلال أشهر الصيف الحارّة.
تأمين إمدادات الوقود من الغاز الطبيعي والمازوت وفق جدول تصاعدي يبدأ في يونيو
يأتي ذلك عقب اجتماع تنسيقي بين وزارتي البترول والكهرباء، في ضوء التوجيهات الحكومية بتفادي سيناريو صيف 2024، حين تسببت أزمة الغاز في توقفات متعددة للتيار، و الخطة الجديدة تتضمن تأمين إمدادات الوقود من الغاز الطبيعي والمازوت وفق جدول تصاعدي يبدأ في يونيو بـ146 مليون متر مكعب يوميًا، ليصل إلى ذروته في أغسطس عند 162 مليون متر مكعب يوميًا، معتمدًا على 4.86 مليار قدم مكعب من الغاز، و20 ألف طن من المازوت.
ومع تراجع الإنتاج المحلي إلى 4.2 مليار قدم مكعب يوميًا، وارتفاع الاستهلاك إلى 6.2 مليار، تعزز الدولة وارداتها من الغاز المسال بنسبة 200% لتصل إلى 1.8 مليار قدم مكعب يوميًا.
و في هذا السياق، تُستقبل سفن إعادة التغويز القادمة من الأردن وألمانيا منتصف يونيو، كجزء من خطة توسعية طويلة الأجل لتأمين إمدادات مستدامة.
من جهة أخرى، تُجري مصر مفاوضات لتوقيع عقود توريد غاز مسال طويلة الأجل، وتقليل الاعتماد على السوق الفوري. كما تستورد مصر الغاز عبر خط أنابيب من إسرائيل، وتعمل على تجهيز محطات استقبال جديدة.
ولتأمين هذه الإمدادات، خصصت الحكومة 9.5 مليار دولار للسنة المالية 2025-2026، مقارنة بأكثر من 6 مليارات دولار تم إنفاقها حتى الآن في السنة الحالية.
وفي ظل الارتفاع المبكر لدرجات الحرارة، أظهرت بيانات حديثة أن محطات الكهرباء تستهلك حاليًا 3.4 مليار قدم مكعب يوميًا، بينما يُقدَّر استهلاك القطاع الصناعي بنحو 2.1 مليار.
كل ذلك يأتي ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى ضمان صيف بلا ظلام، وسط تحديات داخلية وخارجية تتطلب استعدادًا استثنائيًا وموارد طاقة مؤمنة بكفاءة عالية.
0 تعليق