في ظل جهود الدولة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، يواصل قطاع الزراعة تحقيق نتائج إيجابية في موسم حصاد القمح لعام 2025 ويعد هذا المحصول من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في تأمين احتياجات المواطنين من الخبز المدعم، مما يجعله محورًا رئيسيًا في سياسات الدعم والإنتاج الزراعي.
حيث أعلن الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن الانتهاء من حصاد نحو 3.1 مليون فدان من إجمالي المساحات المزروعة بالقمح هذا الموسم، والتي بلغت 3.4 مليون فدان، أي بنسبة تجاوزت 98% وأوضح الوزير أن عمليات الحصاد والتوريد تسير بشكل منتظم في مختلف المحافظات دون معوقات، بفضل الجهود التنسيقية المستمرة على مدار الموسم.
وأشار الدكتور فاروق إلى أن إجمالي ما تم توريده من القمح المحلي حتى الآن تجاوز 3.2 مليون طن، تم نقلها إلى الصوامع ونقاط التجميع المنتشرة على مستوى الجمهورية وأكد أن هذه النتائج تعكس نجاح خطة الدولة في دعم المحصول الاستراتيجي، من خلال التيسيرات المقدمة للمزارعين وتوفير المستلزمات الزراعية الحديثة والميكنة، إلى جانب الدعم الفني الذي ساهم في تقليل الفاقد وتعزيز الإنتاجية.
وتوقع الوزير أن يصل إجمالي إنتاج القمح هذا العام إلى نحو 10 ملايين طن، فيما تستهدف الدولة توريد 4.5 مليون طن، وهي أرقام وصفها بأنها غير مسبوقة، تعكس نتائج السياسات الزراعية الفعالة التي تم اتباعها منذ بداية الموسم، بما في ذلك تسهيل إجراءات التوريد وضمان أسعار مجزية للمزارعين.
وشدد وزير الزراعة على أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بمحصول القمح باعتباره من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي ترتبط بالأمن الغذائي القومي، خاصة فيما يتعلق بتوفير القمح اللازم لإنتاج رغيف الخبز المدعم وأوضح أن مصر باتت تغطي نحو 56% من احتياجاتها من القمح محليًا، وتسعى إلى رفع هذه النسبة إلى 65% خلال الفترة المقبلة، مع الحفاظ على التوازن الزراعي بين المحاصيل المختلفة، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد المائية.
وفي ختام تصريحاته، أكد الدكتور علاء فاروق استمرار أعمال المتابعة الميدانية والتواصل المباشر مع المزارعين في مختلف المحافظات، لضمان تذليل أي عقبات قد تواجه عمليات الحصاد والتوريد، بما يعزز الثقة بين الدولة والمزارعين ويسهم في إنجاح الموسم الزراعي الحالي.
التحديات المناخية
يقول الدكتور طارق محمود أستاذ بمركز البحوث الزراعية، "الوصول إلى نسبة 98% من الحصاد خلال هذه الفترة يعد إنجازًا كبيرًا، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تواجه الموسم الزراعي مؤكدًا أن هذا يدل على كفاءة الخطط التي وضعتها وزارة الزراعة لتوزيع المعدات الزراعية والتنسيق مع الجمعيات الزراعية لتسريع عمليات الحصاد."
وأضاف محمود، أن حصاد أكثر من 3.1 مليون فدان من القمح حتى الآن، من أصل 3.14 مليون فدان مزروعة، أي أننا أنهينا تقريبًا كل أعمال الحصاد التوريد يسير بوتيرة جيدة وقد تجاوزنا حاجز 3.2 مليون طن بالفعل، وهو رقم مطمئن في هذه المرحلة، إلي جانب استلام الدولة لهذه الكميات من القمح المحلي يعزز بشكل كبير من احتياطي القمح الاستراتيجي، خاصة في ظل استمرار التوترات العالمية التي تؤثر على سوق الحبوب الاعتماد على المنتج المحلي بهذه النسبة يقلل من فاتورة الاستيراد ويوفر عملة صعبة.
انتظام التوريد
وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، الإقبال هذا الموسم كان كبير جدًا من الفلاحين على التوريد، وتم تجهيز أكثر من 400 نقطة تجميع على مستوى الجمهورية لتقليل الزحام وتسهيل الإجراءات موضحًا ان تلك الخطة ساعدت في انتظام التوريد ومنع أي تكدس.
وأضاف صيام، ما يحدث حاليًا في موسم القمح هو نموذج جيد للتكامل بين الجهات الحكومية والمزارعين، لكن التحدي القادم هو تحسين الإنتاجية في الفدان الواحد، والحفاظ على استدامة المياه خاصة إذا نجحنا في ذلك، فقد نصل للاكتفاء الذاتي خلال سنوات قليلة.
0 تعليق